وقعت مساء الخميس مواجهات بين قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ومجموعة من الحريديم، أي اليهود المتزمتين دينيا، في مدينة بيت شيمش قرب القدس، ورفعوا شعارات ضد الصهيونية وفي إطار صراع داخل (إسرائيل) حول ظاهرة "إقصاء النساء" التي يطالب من خلالها الحريديم بالفصل بين النساء والرجال في الحيز العام. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المواجهات بدأت بتجمهر محلي صغير شارك فيه عشرون حريديا ورفعوا شعارات منددة بالصهيونية، وبعد ذلك انضم إليهم مئات الحريديم الذين ألقوا الحجارة باتجاه قوات الشرطة وأضرموا النار بحاويات النفايات وأغلقوا شارعا. وحشدت الشرطة المئات من أفرادها في مدينة بيت شيمش الواقعة شمال غرب القدس واعتقلت ثلاثة حريديم. ونقلت "هآرتس" عن أحد سكان بيت شيمش قوله إن "هذه المجموعة تخرج كل ليلة ترفع شعارات، وبسبب الأجواء المشحونة اليوم ووجود أشخاص بالمعتقل فإن ثمة من قرر إضرام النار بحاوية نفايات ومن هنا اشتعلت الأجواء وحضرت الشرطة ونفذت اعتقالات". وتأتي هذه المواجهات على خلفية شائعات ترددت في المدينة حول نية الشرطة إزالة لافتات تدعو النساء إلى السير على أرصفة منفصلة عن تلك التي يسير عليها الرجال. واندلعت المواجهات مساء اليوم بعد ثلاثة أيام من الهدوء النسبي وبعد مظاهرة لليهود العلمانيين في بيت شيمش ضد "إقصاء النساء" وبمشاركة عشرة آلاف شخص مساء الثلاثاء الماضي. ومع تصاعد الخلافات بين العلمانيين والحريديم اتهم أعضاء كنيست حريديم من كتلة "يهدوت هتوراة" الشريكة في التحالف الحكومي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بخيانة" الحريديم وخرق الاتفاقيات معهم. واعتقلت الشرطة عددا من الحريديم خلال الأيام الأخيرة لأنهم شتموا نساء جلسن في مقدمة حافلات وطالبوهن بالجلوس في القسم الخلفي منها.