" إيلان بوردة " قد لا تعرفه أيها القارئ، فلم يُمعن في تعذيبِكَ يوما ما، لم يشبحك لأيام ويحرمك من النوم، وإن غفوتَ من التعب أيقظكَ بأداتِه المُفضلة دوما " الضرب "، معكَ حق، لم تسمع بإسمه المشؤوم من قبل، فهو لم يُجردكَ من ملابسك شتاءا، ولم يضع جانبك أجهزة تشويش إلكترونية أُثبِتَ علمياُ أنها تسبب لك السرطان في المستقبل، وحدهم الأسرى يعرفون قسوة وجههِ وملامحه المنفرة، تلك التي يُهيأ لكَ أنها ستفترسك من أولِ نظرة، إنه " شهواني التعذيب" مدير سجن النقب حاليا والذي أمعنَ في تعذيب الأسرى عندما كان مديرا في سجني نفحة ورامون، جاء لسجن النقب ليواصل تصرفاته السادية وقراراته العقابية التي قد تدفع باتجاه وقوع اشتباكات بين الأسرى وإدارة السجن . لم يستطع الأسرى الصراخ لإسماع العالم صوتهم المحاط بالأسلاك الشائكة، فبعثوا برسالة مخاطبين فيها أبناء الشعب والإعلام والسلطات، علهم يتحركوا لإنقاذِهم من هذا الانتهاك المشين بحقهم ولسان حالهم يقول:" فلتجهزوا لنا أكفاناً لأننا لن نخرج من أقسامنا على أقدامنا " . جاء حديثهم هذا احتجاجا على قيام إدارة السجن بتفريغ أقسام كاملة من الأسرى بحجة وجود فراغات في السجون واحتمال إغلاق أقسام الخيم ونقلها إلى سجون أخرى، والهدف من ذلك تجريدهم من أجهزة الإتصال مع ذويهم ومنعنهم من حق التواصل مع أقاربهم في محاولة منهم لعزلهم عن العالم الخارجي، كما قامت الإدارة بتركيب أجهزة تشويش على أجهزتهم الخلوية والمعروف عنها بأنها تسبب مرض السرطان الخطير , حيث أكدوا أن هذه الأجهزة تم تركيبها على بعد مترين من غرفهم تحضيراً لاعتداء كبير ومركز عليهم، بالإضافة إلى مصادرتهم لمئات شرائح الإتصال من الأسرى. لم تقف الإنتهاكات عند هذا الحد، بل تعدته لتخرق كل الإتفاقات التي وعد بتنفيذها الإحتلال بعد إتمام صفقة وفاء الأحرار، فشرعوا بمواصلة سياسة التفتيش المُذل لأهالي الأسرى وخاصة من النساء. ومن الممارسات التي تُظهر العقلية المريضة للسجان الصهيوني قيامه بمصادرة ملابس الأسرى دون أي مراعاة للأجواء الباردة في صحراء النقب، ما يثير تساؤلي لذلك المدعو إيلان بوردة: تُرى هل شعرتَ بالبردِ يوماً ؟ تكثيف شرطة الحراسة من تواجدها في الأقسام وبينها وازديادهم إلى أضعاف ما كانوا عليه مُدججين بالأسلحة والدروع، بالإضافة إلى أن الجنود في أبراج المراقبة أصبحوا يحملون البنادق الخاصة وقنابل الغاز في حالة غير مسبوقة، يُثبت أن الإدارة تُجهز نفسها لأمر من شأنهِ أن يقمع الأسرى ويسحب إنجازاتهم التي حصلوا عليها بجوعهم ودمهم، وكل هذه التصرفات الغريبة تثير حالة من التوتر الشديد بين الأسرى. في الوقت الذي يُعد الإحتلال عدته لممارسة العنف ضد الأسرى، يستعدون بدورهم لمواجهته بسلاح إيمانهم وعقيدتهم الراسخة بحقهم وحق ذويهم، فهم اعتادوا أن يكونوا نِدا، وخسروا حرية لكنهم لم يخسروا الحلم بالتحرر. إلى هنا تنتهي كلماتي وتبدأ من جديد كلماتهم التي لا مساحة لها للإنتهاء فينا، لن أجد خاتمة لمقالي أفضل من تلك التي ختم بها الأسرى رسالتهم لنا قائلين :" إننا أمام مجزرة حقيقية قد تُقدم عليها إدارة مصلحة السجون في أيه لحظة فلا تتركوا ظهورنا مكشوفة، ولتجهزوا لنا أكفانا ونحن نعاهدكم أن نموت واقفين، ندافع عن كرامتنا برجولة وشرف". [img=012012/re_1325432848.jpg]1[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.