أكد مسئولون فلسطينيون ومختصون في ملف السياحة والآثار أن البناء القديم الموجود على قمة جبل عيبال يعود لكنيسة يونانية، بنيت خلال الوجود اليوناني في فلسطين قبل الميلاد، وهو ما يفند الإدعاء الإسرائيلي أنها "مدبح" لملك يهودي. وقالت مواقع إسرائيلية، إن وزير الإسكان الاسرائيلي "اوري أريئيل" تعهد لمستوطنين بفتح جبل عيبال في نابلس لتمكينهم من أداء صلواتهم التلمودية في ما يسمى مذبح "يوشع بن نون". ووعد "أريئيل" خلال زيارة قام بها الجمعة الماضية، للجبل إلى جانب عدد من المسؤولين الإسرائيليين من الكنيست وسلطة الآثار ومجالس مستوطنات الضفة، بتحويل "عيبال" لمكان سياحي يسمح لجميع الإسرائيليين بزيارته، بدعوى أنه مكان تاريخي ومقدس لليهود. ويشدد مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس على أن الاحتلال الإسرائيلي ماض في محاولته السيطرة على مختلف المواقع الأثرية الفلسطينية، والادعاء بمكانتها الدينية لإقناع المستوطنين أولا والعالم ثانية بأحقيته فيها. وشدد دغلس في حديث خاص لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" على أن معظم المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال بحجج دينية هي ليست كذلك، وفي حال كانت دينية فهي إسلامية أو مسيحية أو غربية قديمة، وبالدليل القاطع ليس لليهود بها أي أثر. ولفت إلى أن هذا الأسلوب هو خطة إسرائيلية لتوسيع رقعة سيطرة الاحتلال، كما هو الحال بالنسبة لقبر يوسف في نابلس، والمقامات الدينية والقبور في قرى عورتا وكفل حارس بسلفيت، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، والعشرات غيرها. وكشف عن وجود نحو 40 منظمة وجمعية يهودية تنشط في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة في مجال السيطرة على المواقع الفلسطينية وتهويدها وتسهيل دخول المستوطنين إليها، ومن أشهرها منظمة "العاد" المدعومة ماليا من منظمات صهيونية على مستوى العالم. [title]تكريس الاحتلال[/title] بدوره، اعتبر مدير مواقع محافظات الشمال بوزارة السياحة والآثار ضرغام الفارس ما يجري، عملية توظيف الرواية الدينية اليهودية لتكريس الاحتلال، وهو مخالف لاتفاقية لاهاي عام 1907، واتفاقية جنيف الرابعة عام 1947، واتفاقيات حماية الممتلكات الدينية أثناء النزاع المسلح عام 1954. وقال، إن "مذبح يوشع بن نون" يعود لفترة "اللت برونز" -1300 ما قبل الميلاد-، وهو مذبح كنعاني كانت تقدم فيه القرابين للآلهة الكنعانية، ولم تكن وقتها ديانة "موحدة"، وفكرة التوحيد ظهرت في القرن السابع قبل الميلاد، فيما تبلورت الديانة اليهودية أثناء فترة السبي البابلي، وأخذت صياغتها النهائية وتم تدريسها بعد العودة في الفترة الفارسية 539 قبل الميلاد". وأضاف: "من الناحية العلمية فإن "يوشع" هو اسطورة وليس حقيقة تاريخية، والكل يعلم بمن فيهم علماء آثار إسرائيل". [title]الأرض ملكنا[/title] من ناحيته، شدد رئيس بلدية عصيرة الشمالية التي لها حصة الأسد من أراضي جبل عيبال، أن سكان البلدة يملكون أوراقا ثبوتية تؤكد ملكيتها لها. وتابع في حديثه مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" قائلا: "كنّا قبل إقامة المعسكر التابع للجيش الإسرائيلي هناك، نذهب يوميا ونزرع ونحصد، ولكن مع عام 1981 علمنا بوجود حفريات في المكان، يقودها استاذ التاريخ في جامعة حيفا آنذاك البرفيسور "آدم زرتل"، وفي عام 1999 تجدد الحفريات، فأوقفناها بالقوة". وتابع "سنوقفها من جديد، ولكن المطلوب اليوم من السلطة وتحديدا وزارتي الأشغال العامة والحكم المحلي توفير الدعم لتعبيد الطريق إلى المكان،وتهيئته لاستقبال الزوار، حتى لا يقع فريسة سهلة بيد المستوطنين". وكان رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية "جرشون مسيكا"، صرح بعد زيارة المكان أن المذبح في جبل عيبال يكرس العلاقة بين شعب "إسرائيل" وأرضها، وهو يعتبر أحد أكثر المواقع التاريخية الهامة لشعب "إسرائيل"، في هذا المكان كان احتفال اللعنة والبركة قبل دخول شعب "إسرائيل" لأرض "إسرائيل"، وفي المكان عمدت العلاقة بينهما".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.