16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
18.63°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة18.63°
الأحد 20 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: "لقاءات عمان" .. اللعب في الوقت الضائع

تستضيف وزارة الخارجية الأردنية اليوم، وبمبادرة منها، الاجتماع الأول منذ خمسة عشر شهراً، بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمفاوض الإسرائيلي باسم نتنياهو إسحق مولكو، وبحضور ممثلين عن الرباعية الدولية...هدف اللقاء كما هو معلن، استطلاع فرص استئناف المفاوضات العاثرة بين الجانبين، واستباق “استحقاق 26 يناير/ كانون الثاني الجاري”، الموعد النهائي الذي حددته الرباعية الدولية للفلسطينيين والإسرائيليين لتقديم تصورات مكتوبة حول قضيتي الحدود والأمن. لقاءات اليوم في عمان، تتوج محاولة بدأها الملك من رام الله وعدد من العواصم الدولية، هدفها إنقاذ ما تبقى من عملية السلام، وإعادة الاعتبار لـ”حل الدولتين”، ومساعدة السلطة في الخروج من نفق استعصاء المفاوضات ومراوحتها، وقطع الطريق على ما يعتقده الأردن، “سيناريوهات وبدائل” غير مواتية، قد تطل برأسها مع نهاية الشهر الجاري، في ظل تلويح مختلف الأطراف بخيارات وبدائل للمفاوضات المتعثرة. وجود عريقات ومولكو في عمان، يعبر عن رغبة الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، ولكل منهما أسبابه الخاصة به، في “عدم إفشال” المسعى الأردني، وكسب ود عمّان...إسرائيل تحت قيادة نتنياهو ترغب في ترميم علاقاتها بالأردن التي عانت من الفتور والنفور، والسلطة تحت قيادة الرئيس عباس، رفعت علاقاتها بالأردن، إلى مستوى “الخط الأحمر”، ولا تريد أن تقامر بإغضاب المملكة...كلا الجانبين لا يريد أن يقامر بازعاج الأردن وإحباط مسعاه...لذلك قررا المجيء إلى عمان، وربما كان الجانب الإسرائيلي يرغب في أن يكون اللقاء على مستوى القمة، لكن لا الجانب الأردني مستعد للمقامرة بأمر كهذا، ولا “المجاملة” الفلسطينية للأردن يمكن أن ترقى إلى هذا المستوى. سلفاً ومع سبق الاستعداد لتحمل تبعات المجازفة، نقول بأن مصير هذه المحاولة لن يكون أفضل من مصير سابقاتها...ما عجزت عنه واشنطن وأوروبا والرباعية الدولية، لن تقوى الدبلوماسية الأردنية على تحقيقه....والسبب أن في إسرائيل حكومة وائتلاف وكنيست ورأيا عاما، غير قابلين بأسس الحل السياسي الذي يستجيب للحد الأدنى من تطلعات الفلسطينيين وطموحاتهم...ستظل الفجوة التي أسقطت مفاوضات السلام قبل لقاء عمان، على اتساعها بعده...إسرائيل ماضية في الاستيطان وتهويد القدس (عاصمة الشعب اليهودي وليس الدولة اليهودية فحسب)، وإسرائيل رافضة لاعتماد خط الرابع من حزيران أساسا لحل الدولتين، وإسرائيل لا تريد أن تلتزم بأية جداول زمنية، وإسرائيل تفرغ السلطة من سلطاتها، وتعيدها إلى الإدارة المدنية الاحتلالية كما قال عباس وإسرائيل لم تغادر بعد عقلية القلعة “الجيتو” والجدران التي توسعت في بنائها حتى أنها قررت بالأمس فقط، بناء جدار جديد على طول حدودها مع الأردن. وربما لكل هذه الأسباب، نأى القصر بنفسه عن هذه المبادرة، وترك للخارجية، بخلاف المعهود، أمر اللقاء وترتيباته، علماً بأن ملف “المفاوضات والحل النهائي والعلاقة مع إسرائيل والسلطة” غالباً ما ظل في إطار الديوان الملكي، ومن ضمن صلاحياته. الدبلوماسية الأردنية، ومن منطلق الخشية من انهيار عملية السلام، لا الأمل في إعادة إحيائها، تقرر المضي في مجازفتها، وفي ظني أن القائمين على المبادرة يدركون تمام الإدراك ضآلة فرص نجاحها، حتى لا نقول انعدام مثل هذه الفرص...ويخيّل إلي أن الأمر سينتهي إلى بعض “الثناءات” و”الإشادات” بالدور الأردني الشجاع والمبادر في عملية السلام، ولكن من دون أن يكون هناك تقدم جدي على الأرض. قد يقول قائل، أن السلطة الفلسطينية جازفت كثيراً بقبولها إرسال عريقات للقاء مولكو من دون وقف الاستيطان والتزام خط الرابع من حزيران، هذا صحيح إن كان اللقاء سينتهي إلى سلسلة من اللقاءات أخرى، عديمة الجدوى والفائدة، وفي إعادة درامية لمسلسل المفاوضات العبثية، لكننا نفهم استجابة السلطة للدعوة الأردنية، على أنها للقاء واحد، ومرة واحدة، “مجاملة” للأردن، وحرصاً على عدم الظهور بمظهر المتعنت الذي أسقط جهود دولة شقيقة، ورغبة في إبقاء الكرة في الملعب الإسرائيلي...بخلاف ذلك تكون السلطة قد جازفت بصدقية مواقفها ولحست شروطها ومطالبها التي ما فتئت ترددها، وتحملت أشد الضغوط الأمريكية لثنيها عنها....وهذا ما لا أظن، أن أحداً في موقع القرار في رام الله، بوارد المجازفة بفعل ذلك، سيما بعد كل هذه التجارب والدروس المريرة التي مرت بها العملية التفاوضية، وفي مناخات المصالحة وعشية أوسع عملية ترتيب للبيت الفلسطيني الداخلي. لو كان نتنياهو بصدد التراجع عن موقفه المتعنت من قضايا الاستيطان والحدود والأمن، لفعل ذلك في واشنطن، ولقدم هذه “الورقة” لصالح أهم حليف استراتيجي لكيانه...ولو كانت السلطة مستعدة للتخلي عن شرطي وقف الاستيطان والتزام خط الرابع من حزيران، لعملت ذلك في واشنطن أو بروكسل، حيث تصنع السياسة والقرارات الدولية، وحيث المصدر الرئيس للمنح والمساعدات....لا إرهاصات ولا بوادر لوجود نوايا لدى الأطراف للتراجع، ولكن لا بأس من معركة أخرى من معارك العلاقات العامة، وفي الوقت الضائع أو المستقطع، أو كما يقال بالعاميّة الدارجة: “لقاء بيفوت ولا حدا بيموت”.