18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: عراقيل ومراجعات

حين شكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا باعتباره التهديد الأخطر لمصالح أميركا ودول المنطقة بزعمهم ، شاركت المملكة السعودية ودول الخليج في قصف تنظيم الدولة في العراق، الأمر الذي يمكن عدّه دعما لسلطة ( العبادي) في قيادة العراق، واقتراب المملكة ودول الخليج من السلطة العراقية. وحين شكلت المملكة تحالفا عربيا وإسلاميا ضد تغول الحوثي وجماعة صالح على الشرعية اليمنية بقوة السلاح، وقف العبادي موقف المنتقد للدور السعودي في اليمن، وعبر عن هذا الموقف أثناء زيارته لواشنطن، وهو موقف تحسبه السعودية موقفا عدائيا، وموالاة لطهران بدوافع مذهبية، الأمر الذي قد يدعو المملكة لمراجعة سياستها الخارجية. بوادر هذه المراجعة العاجلة في عهد الملك سلمان تبدو تسير في اتجاه تشكيل تحالف سني في مواجهة التحالف الشيعي في المنطقة. هذا العنوان الكبير يحكي أن السعودية تعيد ترتيب أولوياتها، بحيث تحتل عملية مواجهة التمدد الشيعي الرقم الأول في الأجندة السعودية، وفي هذه الحالة يصبح التصالح السعودي مع الإخوان من متطلبات المشروع السعودي الجديد، في مواجهة الخطر الإيراني في اليمن وفي دول الإقليم بما فيها العراق. إن بناء تحالف سني كما تريد المملكة يواجه عراقيل مهمة، منها: ١- المواقف السياسية للسلطات المصرية التي تجعل الإخوان على قمة الأخطار في المنطقة، وترفض مبدأ سلمان في المراجعة والتصالح، لذا هاجم الإعلام المصري المقرب من السلطات مشروع سلمان حول المراجعة والتصالح؟!. ٢- ومنها: أن تنسيق السعودية مع تركيا ضرورة حتمية لبناء التحالف السني، وهو في الوقت نفسه عقبة كبيرة أمام ضم مصر للتحالف، لأن السلطات المصرية في حالة عداء مع تركيا، وفي الوقت نفسة يحتاج المشروع السعودي البلدين معا، وعند اضطرار السعودية للتفضيل والاختيار فإنها ستختار على الأرجح تركيا لأسباب عديدة. ٣- ومنها : أن الحديث عن تحالف سني في مواجهة تحالف شيعي يعني بدء الحرب الدينية المذهبية في المنطقة العربية والإقليمية، وهذه الحرب لها أول وليس لها آخر، وقد تعصف باستقرار المنطقة، وتفتح الأبواب والشبابيك للتدخلات الخارجية. في تصريحات مثيرة لأعصاب السعوديين في المملكة تحدثت بعض القيادات الدينية الإيرانية عما أسمته تحرير الحرمين في مكة والمدينة من حكم آل سعود، لأنهم ليسوا أتقياء بما يكفي لإدارة الحرمين الشريفين؟!، وهذه تصريحات كبيرة تصب الزيت على النار، ويعرف العقلاء أن حروب الأفكار وحروب الأديان والمذاهب ، لا تنتهي بمنتصر ومهزوم، وإنها تأكل عادة الأخضر واليابس لطول الزمن الذي تستغرقه. لا أتحدث في مقالي هذا عن الحلول، ولكن أتحدث عن الأخطار، فالمنطقة العربية باتت حبلى بما نعرف الآن، وبما لا نعرف، أو نتوقع، الأمر الذي يستدعي من أهل العقل والحكمة البحث عن مخارج سياسية، وتفاهمات حكيمة، تمنع التدهور الذي تتجه نحوه المنطقة، وهو تدهور يسير بسرعة الصوت، لأن المنطقة باتت مسكونة بتناقضات عميقة ونشطة، حيث لم تكن نشطة على هذا النحو من قبل.