على أحد مفترقات غزة تقف فتاة جامعية وعلامات التوتر ترتسم على ملامحها، فعلى ما يبدو أنها انتظرت وقتاً طويلاً دون أن تقلّها سيارةٌ إلى الجامعة في وقتٍ توترت فيه الأجواء بالامتحانات النهائية.. ليكون نصيب تلك الفتاة أن تجاورني في "سيارة الأجرة". ثم بعد مسافةٍ قصيرةٍ يركب شابان قاصدان منطقةً في اتجاه آخر من الجامعة! تومئ الفتاة بإشارة للسائق أن يوصلها أولاً للجامعة فتقع حركتها على قلب السائق كشتيمة! وانظروا ماذا أجابها:"بتفكري حالك ماخدة سيارة طلب؟! كل إليّ دفعتيه شيكل!! أنا بدي أترزق وأشوف شغلي وإذا ما عجبك الله معك".. علامات المفاجأة برزت كالشمس على وجه الفتاة من رد فعل السائق، لكن لم يكن أمامها سوى أن تمالكت نفسَها فلم يكن أمامها وقتٌ لتنزل ثم تنتظر قدوم سيارةٍ أخرى توصلها للجامعة قبل موعد الامتحان.. فما الحال مع أولئك السائقين؟ [title]أعلى صوت![/title] الشاب حسن سالم 25 عاماً يقول في تعليقٍ على بعض سائقي السيارات:"من الصباح الباكر يشغل السائق الأغاني فيشعر الراكب بأنه في "سهرة"، وإذا نصحته وطلبت منه أن يخفض الصوت أو أن يشغل شيئاً آخر أكون كالمخطئ بنظره!". وأشار إلى أنه في أحيانٍ معينة يبدأ السائق بالاستهزاء على الراكب المعترض بكلمات مثل:" آه يا شيخ" أو "طيب يا حَمَسيس إنتو"، مضيفاً: "إنه في أحيان أخرى يبدأ بسب النهار والساعة التي خرج فيها من بيته للعمل"!. أما عبير 21 عاماً، من سكان منطقة "التوام" شمال غزة، وتحتاج إلى مواصلتين كي تصل إلى الجامعة، أوضحت أن لبعض السائقين مواقف تدعو للغيظ كمحاولة التحدث مع الفتاة، وسؤالها عن الجامعة التي تدرس فيها وعن تخصصها، بل ومن "نهفات" بعض السائقين أن يتجاهلوا مكاناً ما كي تدلهم عليه الفتاة! وأضافت:" وصلت جرأة أحد السائقين أن يعرض عليَّ رقم جواله حتى إذا رغبت في الخروج مرةً أخرى.. أتصل عليه"!!. [title]وللسائقين كلمة[/title] ومن زاوية أخرى، تحدث السائق أبو سامر:" بعض المواقف التي تحدث تأتي نتيجة ضغط العمل وأحياناً من قلته، وأخرى تكون من الراكب كأنه يقصد أن يستفزني". واستكمل حديثه بسرد موقف من الموقف التي حصلت معه فقال:" منذ شروق الشمس ذهبت بسيارتي كي أسترزق، فعندما ركب أول راكب مد يده ليدفع ثمن الأجرة "1 شيكل" وأعطاني خمسين شيكلا، وجاء آخر بعشرة شواكل، فمن أين لي "الفكة"؟! وكأن السائق معه بنك للصرف"! أما أبو مصعب فقال:" الراكب يتفضل علينا بالشيكل الذي يدفعه وكأنه يعطينا ذهباً"! [title]أغلق الباب بهدوء[/title] وأوضح أنه بعد خروج بعض الركاب من السيارة يغلقون الباب بكل ما أوتوا من قوة، متابعا: "بالرغم من أني أضع لافتة أمام عيني الراكب مكتوبا عليها:"أغلق الباب بهدوء"!" وأضاف: "ويا عيني لما يكون اللي أغلق الباب "بدفاشة" بنت مش شاب!!". ومن ناحيته، أكد الاختصاصي التربوي د.داود حلس أستاذ مساعد بكلية التربية - قسم المناهج أنه يجب على السائق والراكب أن يتحليا بآداب ركوب السيارة وأولها الدعاء المعروف عن الرسول - صلى الله عليه وسلم:"سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين". [title]آداب[/title] وأشار إلى أنه يجب عدم إيذاء كل منهم الآخر بالتدخين، ووضع لافتات داخل السيارة بمنع التدخين، مضيفاً: "يجب على الراكب ألا يدخل في جدل مع السائق، وفي صنع خلافات ومشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية ". وأوضح د.حلس أنه يجب على السائق أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، وأن يفتح على برامج دينية أو أشرطة توعوية بدلاً من الأغاني التي تخدش الحياء، بالإضافة إلى التزامهم بالآداب والسلوكيات العامة أو التلفظ بألفاظ جارحة أو التعرض للركاب بما يضايقهم. وقال:" كما يجب عليه أن يضبط أعصابه لأن طبيعة عمله هو التعامل مع الجمهور، وعليه فهم مبدأ الفروق الفردية "فإدراك الناس غاية لا تدرك". ونوه د.حلس إلى أنه على الراكب أن يحافظ على ملكية السيارة، ونظافتها بعدم إلقاء المخلفات فيها، كما يجب احترام السائقين وعدم السخرية منهم ، وفي حالة تحدث السائق مع فتاة فالأفضل أن تلتزم الصمت وعدم الرد والمجادلة، والانشغال بالتسبيح والاستغفار.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.