شدد مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش على ضرورة وجود خطة وطنية واستراتيجية ثابتة يشارك بها الكل الفلسطيني لإعادة ملف الأسرى إلى الصدارة، مبينا وجود عقبات عدة تعترض هذه القضية لا بد من تجاوزها. وفي حوار مع[color=red] "فلسطين الآن"[/color]، عبّر الخفش عن أسفه لكون التعامل مع قضية الأسرى بات بطريقة موسمية، "وبات التعامل الارتجالي هو سيد الموقف، حتى هذا التفاعل الموسمي ليس كما هو مطلوب من حيث الاعداد والمشاركة والحضور". وتابع "منذ بداية العام، لم يتم تنظيم وقفات تتناسب من حيث العدد والقوة والتنظيم مع معاناة الأسرى وما يتعرضون له من تنكيل وايذاء من مصلحة السجون.. كما غاب عن المشهد أي دور رسمي حقيقي للقيادة الفلسطينية في تفعيل قضية الأسرى سواء كان من خلال التوجه للمؤسسات الدولية ورفع قضايا على الاحتلال، أو من خلال جهد اعلامي مشترك بين هيئة الإعلام ووزارة الخارجية الفلسطينية، للفت انتباه العالم للانتهاكات الإسرائيلية بحقهم". كما غابت الفصائل الفلسطينية عن أي دور فعال في إسناد الأسرى الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في وجه مصلحة السجون الاسرائيلية، وما تقوم به من انتهاكات بحق الاسرى داخل السجون والمعتقلات، "فالفصائل التي مرت أغلبها بذكرى انطلاقتها لم تولي –من وجهة نظري- قضية الأسرى الأهمية الواجبة". وأضاف "لا يتوفر أدنى دور لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في تفعيل القضية من خلال أي برامج تذكر.. لذا لا بد من استراتيجية ثابتة يشارك بها الكل الفلسطيني ترأسها أعلى هيئة تتابع شؤون الأسرى". [title]الانقسـام الداخلي [/title] وأكد الباحث في شئون الحركة الأسيرة أن الانقسام الفلسطيني منذ عام 2007 يعد أحد أهم أسباب ضعف التفاعل مع قضية الأسرى، خاصة بعد إقصاء الدور المركزي لفصيل كبير بحجم حركة حماس عن المشهد السياسي، "ففي الوقت الذي كانت حماس حاضرة في المشهد السياسي بالضفة الغربية كان التنافس النزيه والشريف ما بين الفصائل يدفع الكل لتقديم أفضل ما لديه نصرة للأسرى، فمسيرات ومهرجانات حماس دعما للأسرى كانت تقابلها فتح بمهرجانات بحشود أكبر ومشاركة أكثر، الأمر الذي عزز وأسند الأسرى في سجون الاحتلال". وأضاف "لا نبالغ حين نقول إن الانقسام ألقى بظلال كبيرة ومؤلمة على اسناد الأسرى وعلى الحركة الأسيرة الفلسطينية، ففصل أسرى "حماس" عن "فتح" واستفراد الاحتلال بعقاب أسرى حماس تحت سياسية "فرق تسد"، أوقع الأسرى بفخ (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، وباتت حماس تواجه مصلحة السجون باضرابات لوحدها كما حدث في اضراب الكرامة (17/4/2012) وغيرها من الخطوات العقابية التي اتخذت بحق أسراها، وكما حدث بعد عملية الخليل، إذ حرم أسرى الحركة من الخروج للفورة وسحبت القنوات التلفزيونية، وتم تقليص "الكنتين" للربع، وتم عقاب الأسرى بالزيارات مرة كل 60 يوم بدلا من مرة كل 15 يوما، دون أن يكون هناك رد فعل من الكل الاعتقالي".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.