اعتبر محلل سياسي عودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع العدو الصهيوني تخل عن كل الشروط التي وضعها عباس لاستئناف المفاوضات، وضربة قاضية لجهود المصالحة الفلسطينية. واعتقد "مصطفى الصواف" المحلل السياسي الفلسطيني في مقابلة خاصة بـ "فلسطين الآن" أن عودة المفاوضات جاءت تلبية لرغبة عباس بذلك، موضحاً أن السلطة لا يوجد لديها خيارات أخرى بعيداً عن الاستسلام إلا العودة إلى حضن الشعب الفلسطيني. وأشار الصواف إلى أن تهديد حركة فتح بسحب الاعتراف بـ (إسرائيل) مسألة لا قيمة لها، لأن سحب الاعتراف يعني نهاية السلطة، وأضاف: "لا أعتقد أن عباس يستطيع أن يفعل ذلك". وأوضح المحلل السياسي أن عودة الجلوس على طاولة المفاوضات تؤكّد نهاية شروط عباس للمفاوضات، في وقت يستمر فيه الاستيطان الصهيوني على قدمٍ وساق في القدس المحتلة والضفة الغربية، حتى المغتصبات العشوائية ستصبح رسمية بقرار من الكنيست قريباً. وبيَّن الصواف أن الاحتلال الصهيوني جنى مكاسب متعددة من عودة المفاوضات، أهمها عودة عباس إلى المفاوضات بدون شروط، لا بل مذعناً لكل الضغوط الأمريكية والصهيونية، ولم يحصد من اللقاء شيء سوى دارسة الاحتلال لتصورات قدّمها عريقات في ملفي الأمن والحدود، ووعود بلقاءات سرية وعلنية قريبة. وفيما يتعلق بتأثير عودة المفاوضات على جهود المصالحة الفلسطينية، أشار الصواف إلى أن عباس أدار ظهره للفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وضرب بعرض الحائط كل ما اتفق عليه، موضحاً أن تحركات عباس للمصالحة كانت تحركات تكتيكية للوصول إلى ما وصل إليه. واعتقد المحلل السياسي أن عباس استغل موضوع المصالحة لتهديد الإدارة الأمريكية والصهيونية، وأضاف: "لا مصالحة في ظل هذه العقلية وفي ظل ما يقوم به محمود عباس". وفي سياق متصل، شدد عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن السلطة لم تعد إلى المفاوضات لأن اللقاءات مع الصهاينة في الأساس لم تتوقف، وإنما لم يلعن عنها في الإعلام. وأوضح قاسم في مقابلة خاصة بـ "فلسطين الآن" أن التنسيق الأمني خلال المرحلة الماضية لم يتوقف في وقت من الأوقات، معتبراً أنه الأخطر على الشعب الفلسطيني وليس المفاوضات. واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن تفكير إتمام المصالحة الفلسطينية في ظل التنسيق الأمني والمفاوضات تفكير ساذج، ويصنع الأوهام للشعب الفلسطيني، مضيفاً: "لقاء عمان لن يُقدم ولن يؤخر". وشدد قاسم على أن سلوك السلطة الفلسطينية أكبر عون للاحتلال لأنها لا تتصرف بمسئولية، ولا قاوم، وتطبع مع الاحتلال، وتنسق أمنياً، في وقت يسير فيه الاحتلال بإستراتيجية واضحة، ويعمل على تهويد القدس والضفة الغربية وتشتيت الإرادة الفلسطينية. واعتقد أستاذ العلوم السياسية أن الخروج من الأزمة الفلسطينية يتطلب ثورة على الوضع القائم على الترقيع، دعياً الشباب الفلسطيني في لبنان وفلسطين والأردن وفي كافة أماكن تواجدهم، للتعبير عن آرائهم وتغيير المعايير الفلسطينية، وأضاف: "أنا لا ألوم من يحمل البندقية ولكن ألومُ من ينسق مع الاحتلال".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.