رائحة كريهة تنبعث من كل ناحية في ذلك المكان الممتلئ بأطنان القمامة والنفايات، يبحثون عن لقمة العيش ويفتشون على قوت اليوم وينبشون عن رمق الحياة بين الموت والمرض وأعمدة الدخان التي يستنشقونها بألم كألم الشظف والعوز والحاجة. يتنقل الطفل حسين وائل النجار في مكب صوفا للنفايات شرق مدينة رفح حاملًا بيده المسمرة من دخان المكان وقذارته كيسًا وبالأخرى يمسك بقطعة حديد ينبش فيها عن قطع بلاستيك أو نحاس أو ألمنيوم بين أكياس القاذورات لعله يبيعها ليتحصل طعام أسرته. الطفل النجار الذي لم يتجاوز 14 عامًا لم تمنعه الروائح الكريهة وأعمدة الدخان الممرضة من العمل يوميًا من السادسة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا ليعود بلقمة عيش إلى بيته المكون من 10 أفراد يقطنون في خيمة في منطقة خزاعة شرق خانيونس بعد أن هدم الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في العدوان على غزة صيف العام الماضي. وخلال حديث النجار مع [color=red]"فلسطين الآن"[/color] قال:" آتي يومياً لهذا المكان لجمع البلاستيك لأبيعهم لتوفير رزقة للبيت"، وأضاف:" أبي يأمرني كل يوم بالخروج لتوفير مصروف لإخواني"، ولقرابة الستة أشهر لم يتوجه حسين إلى مدرسته. "حبة الطحين مشتهينها، أمس أمي شحدت طحين من عمتي علشان تخبز لنا، وهيني بدور في الزبالة علشان نجيب كيس طحين"، بكل حزن وأسى تحدث النجار بهذه الكلمات، وأوضح أن والده لا يعمل عدا أنهم يقطنون في خيمة بعد أن هُدم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. [title]معاناة أخرى[/title] قرابة الأربعة الأشخاص يترددون يوميًا وباستمرار من منطقة خزاعة شرق خانيونس إلى مكب صوفا للنفايات شرق رفح، يتوجهون تارة عبر عربة تجرها الحيوانات فيمكثوا في الطريق ساعة وتارة عبر "تكتك" فيمكثوا نصف ساعة، من بينهم المواطن جودت أحمد النجار 45 عاماً. المواطن النجار أحد عمال "إسرائيل" أوضح لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أنه يجمع البلاستيك ويبيعه ليتم تصنيعه مرة أخر، وأكد أنه لا يوجد أي بديل يعتاش منه سوى هذا العمل , وقال: "عندما أغلفت إسرائيل ولا أحد دوّر علينا والآن بنيجي على المزابل، من المفترض يقوموا فينا كعمال إسرائيل". أحد أبناء النجار المرضى يمثل أكبر دافع اضطراري له ليعمل في هذا المكان رغم خطورته والأمراض التي من الممكن أن يسببها. " ابني مريض لديه أزمة حادة، ودائماً في العناية المركزة، وأنا أعمل في هذه المهنة وأجمع النحاس والألمنيوم والبلاستيك من أجل توفير مصاريف علاج ابني الباهضة، عمل كله مرض في مرض" بهذه الكلمات تحدث النجار مؤكدًا أنه في حال توفر عمل سيبتعد عن هذا المكان نهائيًا. وأضاف:"نأتي مكرهين لهذا المكان ولكن ايش بجبرك على المر إلا الأمر، ولولا أكياس الطحين التي نتحصل عليها من الوكالة يمكن يأكلنا الدود لأنه لا يوجد دخل لنا نهائياً، ولا شغلة سوى المزبلة التي نبحث فيها". وطالب النجار كل الضمائر الحية توفير مشروع له ليعيش منه ويكسب قوت يومه بكرامه، كما وطالب بتقديم شئون لعلاج ابنه. [img=042015/view_1429805951.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805949.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805954.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805955.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805957.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805965.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805968.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=042015/view_1429805966.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]