18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الضفة ميدان تدريب للقتل

صعد جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية من سياسة القتل بدم بارد في مناطق الضفة الغربية كافة، وتزييف حقائق القتل والتصفية، وكرر كذبة وضع سكين أو بلطة بقرب من يقتله، وتفنن في اختلاق القصص وحبكها؛ لاتخاذها ذريعة لتنفيذ جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المسالم والأعزل. الجندي الذي يطلق الرصاص على طفل أو شاب أعزل نفسيته تكون حاقدة، وملؤها الكراهية والإجرام والإرهاب؛ ليحصد روح أطفال وشباب كانوا يبحثون عن قوت يومهم وعائلاتهم؛ ويخططون لمستقبل مشرق وأفضل، وأحلام جميلة تبخرت كلها وقتلها فجأة دون سابق إنذار جندي أعماه الحقد والكراهية. فاجعة إعدام الأطفال والشبان في القدس المحتلة والخليل، التي كانت آخرها قتل الشاب محمد يحيى من جنين؛ هزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت القلوب، وعمقت السخط والغضب على جنود جيش الاحتلال الذين يستسهلون عملية إطلاق الرصاص الحي بسرعة على كل من هو فلسطيني، في ظل غياب رادع. لا يلزم الاحتلال اختلاق القصص، والأكاذيب، والفبركات لتنفيذ عملية الإجرام، فوضع سلاح مزيف بجانب الشهيد وتصويره أمر سهل جدًّا، ولا يحتاج لكثير من الجهد والتفكير، وهو ما لا ينطلي حتى على أصغر طفل فلسطيني عايش صورًا عديدة من ظلم الاحتلال، يوميًّا على الحواجز وطرقات الضفة التي يستبيحها المستوطنون وجيش الاحتلال. باتت سلطات الاحتلال تتخذ كل موقع في الضفة ميدان تدريب وساحة إعدام، وليس فقط الحواجز أو الطرق الالتفافية، أو قرب الجدار، كما حصل مع الشهيد محمد من قرية العرقة قرب مدينة جنين. يزعم "نتنياهو" أنه جيشه الأكثر أخلاقية، في الوقت الذي يعبئ فيه جنود ومجندات جيشه بالحقد والغل، وكره كل ما هو فلسطيني بغض النظر عن لونه ولونه الفكري؛ فرصاص الاحتلال لا يميز بين فلسطيني وفلسطيني. إعدام أطفالنا وشبابنا جهارًا نهارًا أمام (الكاميرات) رسالة واضحة للكل الفلسطيني، من القمة حتى القاعدة: "إن دمكم رخيص، ولا بواكي لكم، وليس لكم إلا ما نتفضل به عليكم من فتات طعامنا". منظومة القيم والأخلاق غير موجودة لدى الاحتلال، وفي أحسن الأحوال هي مقلوبة ومنحرفة بصورة غير مسبوقة؛ فالقتل عندهم عادي جدًّا، إذا ما كان الضحية فلسطينيًّا يزرع أرضه أو يبحث عن قوت يومه. دم الضفة صار مستباحًا لجنود ومجندات جيش الاحتلال، واختلاق الأسباب والذرائع والأكاذيب سهل جدًّا، من قبيل: مهاجمة الحاجز، أو محاولة طعن، أو أنه لم ينصع للأوامر، أو لم يتوقف، أو اقتحم الحاجز بسرعة؛ فتنشئة جندي الاحتلال تقوم على أنه من شعب الله المختار، وأن الشعوب الأخرى نساءها وأطفالها ورجالها مسخرون لهم، ولا بأس في قتلهم والتدرب بهم؛ فشريعة الغاب تحكم عقلية جنود الاحتلال. المنطقة والمرحلة حبليان بالمفاجآت، وما يمارسه جنود الاحتلال من قتل وطرد وتهجير للشعب الفلسطيني لن يدوم؛ فالأيام دول، ولكن عندها لن يقاتل المسلمون إلا من قاتلهم، لا كما يفعل جنود جيش الاحتلال بقتل كل من يصادفهم.