25.97°القدس
25.43°رام الله
23.86°الخليل
25.79°غزة
25.97° القدس
رام الله25.43°
الخليل23.86°
غزة25.79°
الإثنين 17 يونيو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

خبر: صحفي مبتورُ القدم .. يتحدّى جبروت الاحتلال

خرج في مهمة عمل لينسج قصة صحفية عن صواريخ الاحتلال الاسرائيلي غير المنفجرة برفقة الصحفي الإيطالي "كاميلي سيمون"، الذي يعمل في وكالة " أسوشيتد برس" بعد الإعلان عن هدنة إنسانية لعدة ساعات. أمتار قليلة فصلت مصور وكالة "الأسوشيتد برس" الصحفي حاتم موسى (39 عام)، عن الموت المحقق، إثر انفجار صاروخ إسرائيلي من مخلفات العدوان الأخير على قطاع غزة قبل نحو عام. وكان برفقتهم أربعة من مهندسي المتفجرات لتفكيك الصواريخ التي لم تنفجر، إذ بدأوا بتصوير تلك الصواريخ، ليقول الصحفي موسى خلال مقابلة صحفية :"عندما رأيت أحد المهندسين يفكك الصاروخ رجعت للوراء ثلاثة أمتار، وأثناء رجوعي للخلف وقع الانفجار". وأسفر الانفجار الذي وقع في صباح الاربعاء 13/8/2014 عن استشهاد ستة مواطنين ومن ضمنهم الصحفي الإيطالي فيما أصيب آخرون, بعد أن كانت طواقم هندسة المتفجرات في حكومة غزة تفكك صاروخاً لم ينفجر بمحيط مدينة الشيخ زايد قرب بيت لاهيا. [title]إنجازات الحياة الصحفية [/title] وكان الصحفي موسى الذي تعتبر قصته مراحل من الحياة بعد الموت, يهوى التصوير منذ صغره ويروي لمعد التقرير:"منذ صغري وأنا أهوى التصوير وأحببت العمل في هذا المجال, ففي عام 1998م عملت كمصور في وكالة (أسوشتيد برس) AP , وعملت في مطلع انتفاضة الأقصى كمصور في وكالة وفا , وفي عام 2000م دخلت عالم الصحافة وتغلغلت فيه بشكل كبير". ويواصل حديثه :"أصبت عدة مرات خلال الانتفاضة إحداهما كانت بجوار ما يعرف مستوطنة نيتساريم ومرة أخرى في بلدة بيت حانون واستمريت في العمل في أحلك الظروف والأجواء الصعبة والقاسية لأني أحب عملي وأنتمي إليه بشكل كبير". وفي عام 2006م حاز موسى على أول جائزة له في الصحافة وكانت جائزة Unicef اليونيسيف وتتالت رحلة النجاح إلى أن حاز على جائزة طومسون الدولية, وأخيرا في عام 2012م حصل على جائزة اليابان وكانت هذه الجوائز لأفضل صورة في عامها. [title]العمل في الأزمات [/title] واجه الصحفي موسى بعدسته أكثر من عدوان غاشم على قطاع غزة, فتجربته تروي لنا الظروف الصعبة التي كان يعيشها, فأولها أثناء الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) فكان ممن يوثقون جرائم العدو الاسرائيلي الغاشم. ثم كانت تجربته الثانية في العدوان عام 2008م حيث وثّق أعظم صور الصبر والتحدي للعدو الغاشم, ثم كانت عدوان عام 2012م وكان عدوانا قصيرة الامد وكان بفضل الله النصر والتمكين للمقاومة. حسب موسى. أما في العدوان الأخير أكثر خطراً فكان الأمر يتطلب التضحيات والمخاطرة في الغالي والنفيس حيث كان عدوانا شرسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فأباد العدو أحياء سكنية كاملة ونسف أبراج شاهقة البنيان. موسى يروي التجربة :"أثناء دخولي أول مرة لحي الشجاعية وكان بدون تنسيق, رأيت أنا ورفيقي رجل الدفاع المدني الجثث الممزقة والأشلاء في كل مكان, والبيوت على رؤوس ساكنيها والدمار الشديد والمصابين في كل مكان, لم أحتمل المنظر المرير لأنهم من أبناء شعبي فقد نسيت مهنتي الأساسية وبدأت في العمل كمسعف". تنهد قليلا ثم تابع حديثه :"عند دخولي للحي برفقة رجل الدفاع المدني مررنا على بيت مهدم بالكامل فأخذت له صورة وأكملت طريقي فإذا بصوت يخرج من تحت الركام, "أنقذني أنقذني .." فطمأنتها واتصلت بصديق يعمل في الصليب الأحمر, أخبرته بالأمر وأصررت عليه بإخراجهم, وفورا قام صديقي بتنفيذ واجبه وتمكنوا من إخراجهم بسلام". [title]لحظة الاصابة [/title] "أصبت أثناء الانفجار في قدمي وكنت لا أزال حيا أخذت عدة صور للمشهد الذي رأيت ثم فقدت الوعى, إلى أن أفقت بمستشفى كمال عدوان وبعدها أغمى علية مرة أخرة لمدة شهرين, وعندما استيقظت في مستشفى هداسا, ووجدتهم قد بترو ساقي اليمنى وبعض الشظايا في بطني". ثم انتقل موسى إلى مركز للتأهيل مكث فيه ثلاث شهور وبدأ بالتحسن وبدأ بتصوير نفسه وهو واقف على قدماه وإرسال الصور إلى أهله وأصدقاءه وزملائه لرفع معنوياتهم. [title]رسالة أمل [/title] لم يفقد موسى حماسته وشجاعته في العمل كما اعتاد عليه الجميع، ليثبت للجميع أنه رغم بتر قدمه إلا أنه سيواصل عمله الإعلامي دون يأس, حيث قال: "سأكون على رأس زملائي الصحفيين في أي عدوان غاشم".