في ميدان "الإشاعة"، تشعر وكأن حربًا جديدة ستضرب غزة، في "سيارة الأجرة"، أو في "صالون الحلاقة"، أو حتى في "المسجد"، "نعم في المسجد!"، ناهيك عن الأسواق بين حديث الناس والتجّار، ومواقع التواصل الاجتماعي، أشاعات عبر رواياتٍ وقصصٍ كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان، تنتشر بين الناس كما تنتشر النار في الهشيم. فما أن تنتهي من إشاعة "تذاكر دخول الميناء"، و"ضريبة التكافل"، حتى تغوص في جحيم "داعش في غزة"، و"التفجيرات في كل مكان" التي لا أصل لها على أرض الواقع. هذا هو حال قطاع غزة مؤخرًا، فما أن تضع لك قدمًا في مكان إلا وتسمع روايات وحكايات كاذبة بتناقلها الصغار قبل الكبار، لتصبح غزة ضحية لحرب من الإشاعات، ولهذه العناوين التي يتداولها الغزيون صغارهم وكبارهم، صباح مساء دون كلل أو ملل. انتشار الإشاعات وبشكل غير مسبوق، جعل وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، تدعو كافة المواطنين إلى التبليغ عن مروجي الإشاعات التي تهدف لزعزعة الاستقرار الداخلي. وطالبت الداخلية في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بوقت سابق، كافة المواطنين بالاتصال على الرقم 100 للتبليغ عن أي شخص يقوم بترويج الشائعات. وأكدت الوزارة، أن أحد الشبان تواصل معها واشتكى من بعض السائقين الذين يقومون بترويج الشائعات وأبلغ الوزارة بما يروجه السائق من شائعات مشيرةً، إلى أنه تم التعامل معه من قبل الجهات المختصة. الكاتب المختص في الشأن الأمني، إسلام شهوان ذكر لـ "فلسطين الآن"، أن الإشاعات في قطاع غزة تأخذ بعدًا سياسيًا لوجود جهات سياسية تقف خلفها لترويجها وتحقيق مآرب من خلفها. ولفت شهوان، إلى أن الهدف من الإشاعات هو إرباك الحالة الداخلية في القطاع والقضاء على حالة الأمن الذي يعيشه المواطنون لحالة من الإحباط. واعتبر شهوان، أن الإشاعات التي تبث في القطاع بين الفينة والأخرى مبرمجه من الألف إلى الياء وتقف خلفها فرق عمل مدفوعة الأجر لنشرها في كافة أرجاء القطاع. وبين، أن من يقف خلف الإشاعات لن يفلح في تحقيق أهدافه ولن ينال من استقرار القطاع. ويرى الكاتب والمختص في الشأن الأمني، أن ضعف الرواية الرسمية في توضيح بعض القضايا يؤدي لانتشار الإشاعة، داعيًا إلى ضرورة القضاء على العشوائية والضعف في بعض الخطابات الرسمية. وطالب شهوان، المقاومة الفلسطينية بتجييش جيش الكتروني كامل لمواجهة الإشاعات ومحاربة مروجيها. وأكد مصدر أمني لـ "فلسطين الآن"، أن وزارة الداخلية بغزة، ضبطت مجموعة ممن يقومون بترويج الإشاعات من أصحاب السوابق الجنائية، والمشبوهين أمنياً و أخلاقيا. وبيّن المصدر، أن جميع من تم تم ضبطهم طُلب منهم، ترويج الإشاعات لإرباك المجتمع الغزي الذي يحتضن المقاومة. وكشف، أن جميع من تم ضبطهم لهم تسجيلات مصورة لاعترافتهم ستنشر لاحقًا.