دعا المحلل السياسي "ستيفين كوك" والمختص بشئون المنطقة العربية وإسرائيل، في مقالته بمجلة (فورين أفيرز) الأمريكية، الولايات المتحدة لرفع يدها عن مصر وتحريرها من قبضتها لتقرير مصيرها بمفردها، بعد أن عانت على مدى عقود من الحكم العسكري والاحتلال الأجنبي والتدخل الخارجي في سياساتها. واشار الكاتب إلى التاريخ المصري الحديث للحكم العسكري منذ تولى جمال عبد الناصر في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1952، وما تلاه من حكم أنور السادات عام 1970 ثم حسنى مبارك عام 1981، في فترة اتسمت بالاستقلال العسكري والتدخل الأجنبي في السياسات الداخلية لبلاده. وأكد الكاتب على الكراهية المصرية والمخاوف المتأصلة من التدخل الأجنبي المتجذر في مصر ليس فقط منذ بداية الحكم العسكري في الخمسينات من القرن الماضي، ولكن منذ الاحتلال البريطاني في القرن الـ 19 عام 1882. وأشاد كوك بالثورة الشعبية المصرية التي أنهت حكم مبارك، مضيفا أن سلطة المجلس العسكري تنحدر، واصفا حكمه بالوهن الراكد غير المجدي، وواصفا وصوله للسلطة بالانقلاب الشكلي المشكور، باعتباره لم يتصدَ للشعب في عهد مبارك. وأشار كوك إلى أنه على الرغم من أن مستقبل مصر لا يزال يحمل الكثير من الشك تجاه موقفه من الولايات المتحدة، إلا أنه عليها عدم التدخل في الشأن المصرى ناصحا بلاده برفع يدها عن النظام السياسي المصري الذي يأخذ طريقه نحو التشكل.