يعد الأمن والاستقرار، البيئة الأنسب لمشروع اقتصادي أو استثماري ناجح، إلا أن الاقتصاد الفلسطيني المحلي مر خلال السنوات الماضية بأسوأ مراحله، حيث أغلقت مئات المصانع والشركات أبوابها، وهرب المستثمرون إلى الخارج، لإجاد أجواء مناسبة لعملهم. تلك المرحلة التي مر بها الاقتصاد الفلسطيني، لم تكن نابعة من إجراءات الاحتلال القمعية كالإغلاقات المتتالية ومنع التجول والتوغلات المستمرة، بل أيضا بسبب حالة الفوضى والفلتان الأمني غير المسبوق الذي مرت به الأراضي الفلسطينية. وحاولت السلطة جاهدة إنعاش الاقتصاد الفلسطيني، ليس فقط من أجل تحسين حياة المواطنين، بل لإشغالهم عن الوطن والمقاومة، واشغالهم بأعمالهم وتجارتهم. لكنها أيضا واجهت خصمًا لم تحسب له حساب، ألا وهو قوة الشخصيات الفاسدة المتنفذة، وسيادة لغة السلاح على لغة الحوار، وانعدام المنافسة الشريفة بين الخصوم، فطغى الرصاص على كلام العقل، وهو ما زاد من مخاوف التجار، ودفع بعضهم للتفكير بإغلاق منشآتهم التجارية والهجرة إلى أرض الله الواسعة. [title]شعور بالخوف[/title] باتت حالة من الخوف تتسرب إلى قلوب بعض التجار "الكبار" في مدينة نابلس، بعد تكرار حوادث التعرض لهم، وإطلاق النار على شركاتهم ومؤسساتهم. ويتزايد الخوف مع فشل الأجهزة الأمنية في حل لغز تلك الحوادث، ما دفع بثلة من رجال الأعمال لتوجيه نداء لرئيس السلطة محمود عباس ومحافظة نابلس أكرم الرجوب بضرورة التدخل الجاد لحماية رأس المال وحماية المؤسسات التجارية والاقتصادية في نابلس. فيما بادر ملتقى رجال أعمال نابلس، للتباحث حول الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المحافظة، بعقد عدة لقاءات، آخرها كان قبل عدة أيام بحضور الرجوب ومدير مديرية الاقتصاد الوطني وممثل عن الشرطة والأجهزة الأمنية والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة لحشد من رجال الأعمال وعدد من المحاسبين القانونيين ومدققي الحسابات. وأشار مراسل "فلسطين الآن"، أن الحديث تركز حول ما يحصل من اعتداءات على الشركات الوطنية والمحلات التجارية، إذ اعتبرها الحاضرون "خلطاً للأوراق" هدفه "إيصال فكرة إلى رجال الأعمال والمواطنين بأن هناك خللاً في السيطرة الأمنية من خلال الحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، ولزعزعة الثقة بين رجل الأعمال والمواطن من جهة والحكومة من جهة أخرى". المشاركون في الجلسة كرروا عبارة أن "رأس المال الفلسطيني هو -رأس مال وطني صمد أمام غطرسة الاحتلال والحصار والاجتياحات- أكثر من مرة، في دلالة على قدرة الاقتصاد المحلي على الصمود في وجه تلك الممارسات. [title]حوادث خطيرة[/title] فقد أطلق مسلحون مجهولون النار، قبل نحو عشرين يومًا، على محلات الحواري للصرافة في البلدة القديمة وسط نابلس، الذي يعد واحدًا من أكبر محلات الصرافة. وبحسب المعلومات فإن عشرين رصاصة أطلقت من سلاح أوتوماتكي على المحل من الخلف تسببت بأضرار دون إصابات. الحواري من رجال الأعمال، كما يشغل منصب أمين سر غرفة تجارة وصناعة نابلس، لم يتهم أحد، قائلاً: "لا توجد لي عداوة شخصية مع أحد". لكن الأخطر، وقع قبل عدة أشهر حين حاول مسلحون اختطاف أحد كبار رجال الأعمال بنابلس، وهو أسامه أبو صالحة، أثناء دخوله إلى منزله الكائن في منطقة المخفية بعد منتصف الليل. حيث هاجم أبو صالحة، عددًا من الأشخاص وهم يرتدون ستر كحلية اللون ومقنعين ومسلحين، وحاولوا اختطافه، إلا أن صراخ أحد الجيران أفشل المحاولة ولاذ المسلحون بالفرار بعد الاعتداء عليه بالضرب بأعقاب المسدسات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.