كشف الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن دور السيد خالد مشعل في التوسط وفي إقناع النظام السوري للتوقيع على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين إلى سوريا، وقد تشعبت ردود الفعل حول تلك الوساطة_إن صح التعبير_وأخذت منحنيات متعاكسة. إن مشاركة السيد مشعل في إقناع النظام السوري بالتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية ليس فيه انحياز للنظام السوري بل هو انحياز لقرارات الجامعة العربية والتي رحب بها الشعب السوري منعاً لتدخلات أجنبية، كما انه لا يمكن ربط تلك الوساطة بنجاح أو فشل عمل المراقبين، وكذلك لا يمكن ربطها بشفافيتهم ونزاهتهم أو انحيازهم إلى طرف دون طرف. هناك من اعتبر أن وساطة السيد خالد مشعل هي تدخل في الشأن السوري الداخلي، وهي ليست كذلك لأنها تأتي في إطار حماية الشعب السوري ومنحه الحرية التامة في التعبير عن تطلعاته ورغباته وتفويت الفرصة على أي تدخل خارجي، حتى لو حصل التدخل لاحقاً سواء بطلب من جامعة الدول العربية أو بدونه، ونحن هنا نؤكد على احترامنا لمبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين والذي مارسته حركة حماس على أرض الواقع ولم تتدخل لا من قريب أو بعيد في الشؤون الداخلية للأشقاء العرب، علماً بأنه لم يبق هناك من لم يحشر أنفه في الشأن الفلسطيني الداخلي، وكثير منهم تدخل بطلب من منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك معلومات تفيد بأن فلسطين بصفتها عضو في جامعة الدول العربية طالبت بالمشاركة في فريق المراقبين للأوضاع في سوريا. يبقى أن نقول بأن إسناد جامعة الدول العربية دور الوساطة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو اعتراف بمكانة حركة حماس كلاعب وازن في المنطقة، وخاصة أن الثورة العربية أظهرت القوة الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن الكشف المبكر عن تلك الوساطة تزامن مع الاكتشاف المبكر للأداء السيئ والمنحاز للمراقبين وبعد احتجاج المعارضة السورية، ولسنا ندري هل يريدون تجميل صورة المراقبين أم تشويه صورة الإخوان المسلمين، أم الأمرين معا عند الحديث عن وساطة السيد مشعل وكأن جامعة الدول العربية ليست هي الوحيدة المسئولة عن أداء لجانها الرقابية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.