كشف قاصران من مدينة نابلس تفاصيل تعرضهما للتنكيل والضرب والمعاملة غير اللائقة أثناء اعتقالهما من قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من عام، وتعرضهما للتهديد أثناء التحقيق معهما. وروى مركز "أحرار" لدراسات الأسرى حقيقة ماجرى مع القاصرين مصلح حاتم عديلي (17 عاما)، وسيف أنور عديلي (17 عاما) من قرية أوصرين قضاء نابلس، اللذين اعتقلا في سجون الاحتلال قبل قرابة عام وأفرج عنهما مؤخرا بعد انقضاء محكومياتهم. ويقول القاصر مصلح عديلي: "جاءت قوات الاحتلال لمنزل شقيقتي لاعتقالي بتاريخ 2342014 قرابة الساعة الثانية والنصف ليلا، ولم أكن موجود هناك فتركوا استدعاء لي لمقابلتهم، فتوجهت أنا ووالدي للارتباط فتم احتجازي وأخبروا والدي أنني معتقل. وخلال التحقيق أخذ المحققون بتوجيه أسئلة لمصلح باللغة العبرية، وعندما أخبرهم أنه لا يفهم العبرية أخذوا بضربه، ومن ثم جاء أربعة جنود وقاموا بضربه بأرجلهم على رأسه بعد أن أوقعوه على الأرض. ويضيف: "كان برفقتي قاصر آخر من قريتي أخذ الجنود بضربه بأعقاب أسلحتهم على قدمه، ولم يتمكن بعدها من السير عليها لمدة شهر أثناء وجوده داخل الأسر". وشرح مصلح ما كان يجري معه في معسكر "سالم" قرب جنين، حيث تعرض للضرب على صدره ورأسه من المحقق أثناء توجيه أسئلة له، وقام المحقق بضربه على وجهه باستخدام "الماوس" الخاصة بجهاز الحاسوب. وأشار إلى أنه في حال تعرض أي أسير قاصر لمرض فإن إدارة السجن والسجانين يجرون له تفتيشا غير عاديا ويتم تقييده قبل نقله لعيادة السجن. [title]إهانات وشتائم [/title] أما سيف عديلي (17 عاما) فقد اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 18 8 2014 بعد توجهه مع والده لمعسكر حوارة جنوب نابلس بناء على استدعاء وجه له. يتحدث هو الآخر عن بعض ما تعرض له وعاشه داخل السجون، ويقول إن جنود الاحتلال والمحققين في معسكر "سالم" قرب جنين كانوا يتعمدون توجيه إهانات وشتائم لفظية للأسرى القاصرين بغرض الضغط عليهم للإعتراف". وتابع: "كانوا يضربوننا على الوجه والبطن والظهر والأيدي والأرجل، وكانوا يستخدمون أي أداة أو وسيلة موجودة كالكراسي وحتى بأعقاب البنادق". ويؤكد سيف أن المحققين كانوا يهددون الأسرى القاصرين باعتقال الأم أو أخواتهم، أو اعتقال باقي أفراد العائلة بغرض الضغط عليهم للإعتراف والإدلاء بمعلومات يريدها المحققون منهم. ولفت إلى أنه خلال وجوده في قسم 3 المخصص للأشبال في سجن "مجدو"، كان يشاهد معاناة وخوف الأسرى القاصرين من المحققين والسجانين، وكيف كانوا يخشون التهديدات الموجهة لهم بالضرب أو اعتقال الأهل. ويبيّن سيف أن إدارة السجون كانت تتعامل مع الأسرى القاصرين بطريقة لا تليق بهم، سواء من ناحية الخدمات المقدمة كالطعام والدواء، أو حتى بتعمد ضرب الأسرى القاصرين. [title]مخالفة صريحة[/title] ومن جانبه أكد مدير مركز "أحرار" فؤاد الخفش أن كل ما يتعرض له الأسرى الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال هو منافٍ لكل النصوص والتشريعت الدولية التي حفظت حق الاطفال ونصت على ضرورة التعامل معهم كما يليق بسنهم وأعمارهم الصغيرة. ونوه إلى أن هناك ارتفاع ملحوظ في الآونة الأخيرة في تعرض الأسرى الفلسطينيين القاصرين للضرب والإهانة أثناء التحقيق معهم داخل سجون ومعتقلات الاحتلال. وطالب الخفش بضرورة تدخل مؤسسات رعاية الطفولة العالمية، والالتزام بموقفها الإنساني المنوط بها في الدفاع عن الأطفال الفلسطينيين كونهم جزء لا يتجزأ من هذا العالم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.