لماذا صفعتم القيادة على وجهها يا حركة حماس؟ لماذا رفضتم دخولهم إلى أرض غزة؟ هل لأنهم جاؤوا عبر معبر بيت حانون بعد التنسيق لهم مع المخابرات الإسرائيلية؟ إذن؛ أنتم تحسدون رجال القيادة الفلسطينية لأنهم يحملون بطاقة VIP، ويمرون عن الحواجز الإسرائيلية بسلام؟ فإذا كان العدو الإسرائيلي قد سمح لهم بالمرور، ولا يعترض على تنقلهم، ويثق فيهم، لماذا منعتم أنتم عليهم دخول غزة؟ هل لأنهم جاؤوا من المعبر الذي يفتح أبوابه للقيادة، ثم يغلقها في وجه المرضى والمحتاجين والتجار والعمال الفلسطينيين؟. مسكينة هذه القيادة الفلسطينية، كم من الصفعات تلقت على وجهها، ومع ذلك ظلت رغم أنف الشعب الفلسطيني قيادة، فمنذ انطلاقتها وهي لا تعرف إلا الفرار، لقد تعودت على الهرب، وتلقي الصفعات منذ سنة 1967، عندما هربت من أرض غزة مع الهزيمة العربية الكبرى، وظلت مسكونة بالخوف وهي تفر من أرض المعركة في عمان في أيلول 1970، ومن أحراش جرش في الأردن، عندما استشهد أبو علي إياد، رافضاً الفرار من أرض المعركة، وهربت القيادة المذكورة من الجنوب اللبناني سنة 1982، عندما كان قائد القوات الفلسطينية اللواء إسماعيل جبر، وتلقت القيادة الصفعات المهينة وهي تفر من بيروت إلى تونس، واليمن والسودان، وتحط الرحال في حضن معاهدة "كامب ديفيد" التي أفرزت اتفاقية "أوسلو"، لتعود القيادة التاريخية إلى أرض الوطن بعد أن ختم الإسرائيليون لهم على جواز سفرهم، وبعد أن أعطتهم المخابرات الإسرائيلية بنادق مرقمة، وسلمتهم الطلقات بالعدد، لتتذوق القيادة الفلسطينية التاريخية طعم النصر لأول مرة من الملعقة الإسرائيلية. مسكينة هذه القيادة الفلسطينية؛ لقد اضطرت إلى الهرب ثانية من غزة تحت عزف حماس على وتر التحرير والمقاومة، وعندما حاولت القيادة العودة إلى غزة مع رياح المصالحة، صفعتهم حماس ثانية على وجوههم، ورفضت دخولهم إلى غزة! فلماذا يا حماس؟ وبعض القيادة كان قائماً بأعمال الرئيس، ووزيراً للزراعة، وحسب الوثائق الموجودة حالياً في أرشيف الوزارة، فإن الوزير المذكور قد منع استيراد أي ماشية إلى قطاع غزة بحجة محاربة الأمراض، ولم يسمح لاستيراد الأغنام إلا لرئيس جهاز الأمن الوقائي المدعو رشيد أبو شباك، الذي يقيم حالياً سلسلة من العمارات الفاخرة في أرقى أحياء السادس من أكتوبر، ويبيع الشقة الواحدة بقيمة ربع مليون دولار!. والقارئ يعرف التفاصيل الدقيقة عن بقية أعضاء القيادة، ووظائف نسائهم. يحكى أن لاجئاً من إحدى مدن فلسطين الجنوبية، التي عرف أهلها بصناعة الغزل والنسيج، يحكى: أنه عاد يوماً إلى بيته في معسكر خان يونس مضروباً ومصفوعاً ومهاناً، ولكن بعد أن أغلق الباب على نفسه، واطمئن، أخذ يعربد بصوت مرتفع، ويهدد ويتوعد، ويقول: إنه سيضرب من ضربه، وسيهشم رأسه! وهنا سألته زوجته: من هو الرجل الذي ضربك؟ قال لها غاضباً مهدداً: إنه فلان بن فلان. فقالت له زوجته: ولماذا لم تضربه في حينها؟ لماذا تهدده بالضرب بعد أن أغلقت الباب على نفسك؟ لماذا لم تفعل في أرض المعركة مثلما يفعل الرجال؟ ورفعت المرأة يدها، وصفعت زوجها على وجهه، وطلبت منه أن يغلق فمه نهائياً. ارتعب الرجل، وأغلق فمه بعد أن قال لزوجته مهدداً: حتى أنت تضربين! اقسم بالله العظيم سأضربك، وسأكسر لك ضلعاً من أضلاعك. ولكن بعد أن تلدي، وتقومي بالسلامة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.