يُعَد الموسم الكروي 2014/2015 الأسوأ للنجم ماركو رويس مع فريقه دورتموند، إذ لم يحصل فيه على أي لقب. وكانت الإصابة حرمته من المشاركة مع المانشافت في مونديال البرازيل. فهل قلة الألقاب تعود إلى سوء طالعه أم لأسباب أخري؟ بعد خسارة دورتموند أمام فولفسبورغ في نهائي كأس ألمانيا السبت (30 مايو/ أيار 2016) رفض نجم دورتموند ماركو رويس (26 عاما) الإجابة على أسئلة الصحفيين. قرار ربما يجده بعض المحللين الرياضيين صائبا، حيث اختفى رويس بعيدا عن الأنظار بعد انتهاء المباراة، ولم يتمكن أحد من معرفة مكانه. فهل من الممكن أن يكون رويس قد وجد مكان مناسبا له ليتلقى التهاني بعيد ميلاده بعيدا عن الساحة الخضراء؟ فالنجم الموهوب احتفل يوم أمس الأحد بعيد ميلاده الـ26، رغم فشله هو ورفاقه في إهداء مدربهم يورغن كلوب كأس ألمانيا قبل رحيله عن تدريب الفريق. [title]رويس "نصف بطل عالمي" [/title] ولم ينس رويس وزملاؤه الفرصة الكبيرة، التي أتاحت له إمكانية تسجيل هدف ثان لدورتموند في الدقيقة الـ18 من مباراة نهائي الكأس. ولو كان رويس نجح في التسجيل، لكان ذلك صفعة قاسية لفولفسبورغ، تقلب موازين المباراة حسب ما أكد زميله ماتس هوميلس: "لو سجلنا هدفا ثانيا لكان من الممكن أن تكون النتيجة لصالحنا". وكان دورتموند حتى تلك اللحظة متقدما على فولفسبورغ بهدف في الدقيقة الخامسة، قبل أن يتعادل فولفسورغ في الدقيقة 22 ويسجل بعد ذلك هدفين لتنتهي المباراة بفوزه 3-1. وقد أكد مدرب فولفسبورغ ديتر هيكينغ كلام هوميلس أيضا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة حيث قال: "كان من المهم بالنسبة لنا أن ماركو رويس لم يسجل الهدف الثاني" تعثر رويس في مباراته الأخيرة مع دورتموند، يذكر البعض بتعثره في العام الماضي، إذ لم يتمكن من المشاركة في مونديال البرازيل 2014 بسبب إصابته بتمزق جزئي في أربطة الكاحل الأيسر خلال المباراة الودية بين ألمانيا وأرمينيا. وبذلك لم يتمكن رويس من نيل لقب بطل العالم مع منتخبه ولُقب بـ"نصف بطل عالمي". وقام أصدقاؤه ماريو غوتسه وأندريه شورله بتسمية مجموعة الواتسب آب المشتركة بينهم بـ"اثنان ونصف من أبطال العالم". وخلال الموسم المنتهي كان أداء رويس متواضعا جدا، ولا يتناسب مع موهبته، وظهر ذلك جليا في نهائي كأس ألمانيا أمام فولسبورغ. كما أن أداؤه لم يكن أفضل بكثير في المرحلة الأخيرة من الدوري الألماني أمام فيردر بريمن. حيث افتقد رويس إلى السرعة واللياقة والقدرة على المناورة، وهي صفات كان رويس يتميز بها أصلا. ويرجع المراقبون تراجع مستوى رويس إلى كثرة الإصابات التي تعرض لها في هذا الموسم، ما دفعه للغياب عن الفريق. لتزداد بذلك معاناة دورتموند أيضا بغياب أحد أهم أعمدة الهجوم في الفريق، علما بأنه شارك هذا الموسم في 29 مباراة. فشل دورتموند في الحصول على الكأس هذا الموسم، يعني أيضا فشل رويس في رحلة بحثه عن الألقاب مع فريقه؛ فرغم أن رويس حصل على كأس السوبر مع دورتموند مرتين متتاليتين في عامي 2013 و2014، بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا لعام 2012، إلا أنه لم ينل سوى وصافة البوندسليغا مرتين مع دورتموند وخسر ثلاث مرات في المباراة النهائية لكأس ألمانيا. لاشك أن رويس هو "قلب دورتموند النابض" منذ انتقاله إليه عام 2012، كما يصفه بعض النقاد الرياضيين، ولديه مواهب تجعله نجما مميزا، فهو معروف بخفة حركته وقدرته الخارقة على نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، ولكنه حتى الآن لم يتمكن من إثبات ذاته، بشكل يليق بلاعب موهوب مثله. ففي العام الماضي، فشل رويس في تسجيل أي هدف لدورتموند في نهائي كأس ألمانيا، آنذاك خسر دورتموند أمام بايرن ميونخ بنتيجة (صفر- 2)، وفي الموسم ذاته خيب رويس آمال جمهوره في منافسات دوري أبطال أوروبا، عندما فشل في إحراز أي هدف، وخسر أمام ريال مدريد بـ (صفر- 3) في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. وهي نتائج تذكر أيضا بموسم 2013. آنذاك لم ينجح رويس في تسجيل أي هدف لدورتموند في نهائي كأس ألمانيا، وخسر فريقه أمام بايرن ميونخ بنتيجة (صفر-1 ). هذه النتائج تشير إلى أن رويس لم يتمكن حتى الآن من وضع النقاط على الحروف في المواقف الحاسمة.