الشخصية الحساسة تعد من الشخصيات التي لها طابع خاص ومختلف عن الآخرين، وذلك لتأثرها الشديد بجميع الأمور من حولها بصورة مضاعفة عن الآخرين، مما يجعل صاحبها يتأثر ويضطرب من المواقف التي قد تمر به في مجالات الحياة المختلفة، وتكون مواجهتها بالنسبة له بأسلوب سلبي تهرباً منها أو اللجوء إلى الصمت التام، ما يضعه في ضغوط نفسية كبرى تؤثر على حياته. و من خلال السطور التالية نكشف كيفية تأقلم شخصيتك الحساسة في مجال العمل بصورة إيجابية لتتمكن من التعامل مع مشاكل وضغوط العمل التي قد تقابلك: • الشخصية الحساسة تضخم الأمور تقول الأكاديمية في علم النفس نور حسني: "عندما نتحدث عن الشخصية الحساسة، نجد أنها تتكون من مجموعة من الأحاسيس الانفعالية التي تتأثر بشكل كبير بالأمور التي تحدث حولها وتنظر إليها بصورة سطحية وليس بصورة عميقة، لذا فهي عرضة للألم النفسي الشديد، وتجد تلك الشخصية أن بيئة العمل مزعجة لها بالدرجة الأولى ويصعب التأقلم معها بسهولة، فتدقق في الأمور بشدة، وإن تم توجيه أمر لصاحب هذه الشخصية من قبل أحد الزملاء أو الإدارة يأخذه على محمل شخصي، ويضخم الأمر، ويعتبر من ينصحه أو يوجهه إنساناً ضده يحاول أن يضع عليه اللوم ولكن بطريقة أخرى، لذا يجب على الشخصية الحساسة أن تعترف بمايتواجها لتتمكن من تقويم شخصيته وتأقلمها في العمل بشكل خاص والحياة الاجتماعية بصورة عامة". • صفات الشخصية الحساسة تلك الشخصية نموذج للرقي والرقة، وهي ليست عيباً، بل قد يجد الآخرون من خلال نظرتهم الخارجية تصرفات وردود أفعال الشخصية الحساسة نحو المواقف زائدة عن حدها، ومن صفات تلك الشخصية: - التأثر السريع تتأثر كثيراً بجميع ما يمر بها من مواقف في حياتها مهما كانت بساطتها، وقد تؤثر عليها نفسياً وتدخلها في نطاق الحزن أو الاكتئاب إن شاهدت موقفاً أثار حزنها. - الهدوء الشديد تميل إلى الهدوء والعزلة والبعد عن الضجيج، لذا تبعد عن كل ما يؤثر على فكرها من مصادر إزعاج وتجمعات. - البكاء السريع سريعة التأثر والبكاء، فإن وضعت في موقف لوم أو عتاب من أحد المرؤوسين بالعمل لا تتقبله ويسيطر عليها البكاء والحزن بصورة زائدة، وتعتبر الأمر ألماً داخلياً كبيراً لها. - سوء الظن هي شخصية قوية ودقيقة الملاحظة وتهتم بالتفاصيل الدقيقة بصورة كبيرة لكل شيء حولها، لذا قد تقع في الكثير من الأوقات في سوء الظن وتفسير الأمور بصورة خاطئة وغير مقصودة وتضخيمها أيضاً. - الهروب من المشاكل تتجنب المشاكل وترفض مواجهتها ووضع نفسها في إطار الخلافات واتخاذ الحلول لها كونها تهاب المواجهة، مما يجعلها تفقد العديد من حقوقها، وقد تقع في الظلم إن لم تتمكن من مواجهة مخاوف مشاكلها. - صعبة التأقلم يصعب على تلك الشخصية التأقلم في مجال العمل، فمع وجود الزملاء والرؤساء بطباعهم التي تختلف من شخص إلى آخر تجد صعوبة في موافقة طباع كل شخص والتعامل معه، مما يصيبها بالإحباط الشديد. • خمسة أسس لتتأقلم الشخصية الحساسة في مجال العمل أولاً: ثق بنفسك الشخصية الحساسة ليست عيباً أو ضعفاً إن كانت تمتلك الشخصية القوية وصاحبة إرادة حكيمة، لذا طور ذاتك في مجال عملك وفي نظرتك للأمور المختلفة في الحياة، واجعل نفسك متحمل للمسؤولية وقادرة على اتخاذ القرارات المصيرية بها دون خوف، وركز على الإيجابيات في شخصيتك ومهاراتك، واعمل على تنميتها، وشارك في الأعمال التطوعية لتكتشف البيئة التعاونية الاجتماعية. ثانياً: البعد عن تضخيم الأمور بيئة العمل مليئة بالشخصيات المختلفة والأوامر المتعددة من الرؤساء والتوجيهات والعتاب أحياناً، لذا ابتعد عن تضخيم كل ما يوجهك، ولا تعطي الأمور حجماً أكبر من حجمها، وقبل أن تغضب أو تحزن من أمر ما انظر إليه من زاوياه المتعددة، وتساءل بينك وبين نفسك: هل الأمر يستدعي الحزن والغضب أم أنه لا يستحق ذلك؟ وأحسن الظن المتوازن وليس الأعمى، فكثيراً ما تقال كلمات من أحد الزملاء أو الرؤساء لا يقصد بها سوى النصح أو التوجيه فلا تأخذ الأمور بمحمل أنك المقصودة والمتهم دائماً. ثالثاً: مواجهة مشاكل العمل اعلم أن الهروب والبعد ليس الحل الأمثل لعلاج مشاكل العمل، بل ذلك تفكير وأسلوب غير إيجابي لن يعود عليك إلا بالخسارة، وواجه مخاوفك من الفشل في أخذ حقك، وحاول أن تقابل المشاكل بالتفكير الموضوعي والنظر إليها من جميع الجوانب والتفكير بها بصورة عقلانية لتتمكن من أخذ القرارات الصائبة في مواجهة مشاكلك. رابعاً: التعاون في العمل لتتأقلم مع زملائك في العمل اعتمد مبدأ التعاون بينك وبينهم، ولا تنزوي للعمل، بل اعمل في مجموعة مترابطة، وشاركهم آراءك وناقشهم فيها بكل ثقة معتمد على قوة حنكتك العملية ومهاراتك وذكائك دون خوف أو تردد، فالتواصل في العمل يزيد من الترابط بينك وبين زملائك ورؤسائك ويمكنك من فهم الشخصيات بكل سلاسة ووضوح. خامساً: شارك في المناسبات العملية أنت شخصية رقيقة وجذابة، لذا لا تحرم نفسك من الاندماج وسط زملاء العمل، وشارك بالتهنئة في أعياد ميلادهم أو مناسباتهم الخاصة، ولا تكون الشخص الجانبي المهمش، بل اجعل لنفسك طابعاً ملائكياً محبباً يعشق الجميع التقرب إليه لمعرفته عن قرب، وكن سباقًا في مشاركة أفراحهم لتتمكن من أن تندمج بينهم.