17.18°القدس
16.54°رام الله
17.19°الخليل
21.19°غزة
17.18° القدس
رام الله16.54°
الخليل17.19°
غزة21.19°
السبت 26 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.34دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.34
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

بحجة حرية العبادة

خبر: حقيقة أكاذيب نشطاء "الهيكل" في المسجد الأقصى

لم يعد يخفى سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفها منظمات الهيكل، لإقصاء المسلمين عن المسجد الأقصى، وإقامة معبد قرابين على أنقاضه، فبينما يدخله المسلمون للصلاة والعبادة، يقتحمه نشطاء الهيكل والمستوطنون للاستيلاء عليه وفرض وجودهم الغريب فيه، بشتى الوسائل القمعية تحت حماية قوات الاحتلال.

وعقب كل اقتحام، يتباكى المقتحمون من تقييد حريتهم بين أسوار المسجد، بهدف الظهور كمالكي حقوق فيه؛ على الطرف الأخر احترامها. وهم لا يقصدون بذلك الشكوى بحد ذاتها؛ وإنما تحويل النقاش من "يحق أو لا يحق لي" الى "ماذا يحق لك وماذا يحق لي",

وفي المقابل، دأبت سلطات الاحتلال على تشويه صورة المصلين في المسجد الأقصى و"شيطنتهم"، بهدف خلق إجماع في الرأي العام على محاربتهم وسلب حقوقهم فيه.

الأقصى مكان مقدس لليهود

ويدعي نشطاء الهيكل أن المسجد الأقصى يقع على معبد يهودي تم هدمه قبل نحو 1950 عام، وقاموا بفرض شروط طهارة خاصة تبيّن أن للمكان قدسية خاصة لدى اليهود من جهة، وتتيح لهم دخول أسوار المسجد في مناطق محددة منه، من جهة أخرى.

إلا أنه مع انكماش أعداد المقتحمين، ورغبة جماعات الهيكل ومن ورائها المؤسسة الإسرائيلية في تسريع عجلة تهويد المسجد الأقصى وبناء معبد يهودي على أنقاضه؛ لاحظ دعاة اقتحام المسجد الأقصى أن العديد من اليهود "يتنازلون" عن اقتحامه، لأنهم لا يطيقون الالتزام بهذه الشروط.

ومن أجل التغلب على هذه المعضلة، تم تحويل الشروط الى "إمكانية"، غير ملزمة، في حال عدم توفرها، كما بات المستوطنون يقتحمون مناطق منعوا عن الوصول اليها سابقا، كالصعود إلى صحن قبة الصخرة.

وقد عبّر عن ذلك عضو الكنيست السابق "موشي فيجلين"، عقب صعوده صحن القبة أول مرة، قائلا "لقد وجدت لي حاخاما يتيح لي ذلك، وكل من لا يتيح له حاخامه ذلك، فليبحث عن أخر".

ومن خلال مراقبة تحركات دعاة الهيكل في المسجد الأقصى ومعتقداتهم المتغيرة، يتجلّى للعيان أكثر، عدم اكتراثهم بقدسية مكان المسجد الأقصى التي يدّعونها؛ فأي قيد أو شرط وضعوه هم أو من سبقهم من حاخامات، يتم شطبه مع كل خطوة يتقدمون بها؛ فالوسيلة التي تبرر الهدف هنا هي ادعاء قدسية يهودية للمكان، التي تنقشع كلما اقتربوا نحو هدف الاستيلاء عليه.

الحفاظ على الوضع القائم

ومع كل تصعيد في المسجد الأقصى يخرج رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى الإعلام، ويصرّح، بأنه لن يتنازل عن الحفاظ على الوضع القائم وحماية حقوق المصلين فيه، تفاديا لانتقادات دولية أو لتهدئة الأوضاع إقليميا ومحليا.

لكن السؤال، ما هو الوضع القائم الذي يريد نتنياهو الحفاظ عليه.

الزائر للمكان، يدرك تماما أن المقصود هو نصب الحواجز العسكرية على كافة مداخل الأقصى وتعرض قوات الاحتلال للمصلين، والتحرش بهم وتفتيشهم واحتجاز بطاقاتهم، ومنع من يحلو لهم من الدخول.

إضافة لتوفير حماية أمنية للمقتحمين داخل المسجد الأقصى وتشجيعهم على انتهاك حرماته، واعتقال وإبعاد كل من يعترض على الاقتحامات من المصلين؛ كان ذلك على شكل تكبير أو مجرد هتاف نصرة للأقصى.

دعاة سلام ومساواة

على الرغم من "شيطانية" معتقداتهم وعنصريتها، ووحشية ممارساتهم وعدوانيتهم؛ يصور نشطاء الهيكل أنفسهم على أنهم دعاة سلام يطالبون بحقوق متساوية مع المسلمين، ويعلنون أهدافهم بأنها تصب في تحقيق حرية العبادة لجميع الديانات في المسجد الأقصى. ومن أجل تدعيم هذه المزاعم، يدأب نشطاء الهيكل على استخدام مفردات مقتبسة من معجم حقوق الانسان، خاصة في خطابهم مع العالم الغربي، لتبرير خطواتهم الإقصائية وتقبلهم لها.

"حرية العبادة"، "حقوق متساوية"، "احترام الأخر"؛ هي بعض من هذه المفردات، فيما يطلق على أعضاء منظمات الهيكل ألقاب نشطاء انسانيين أو حقوقيين، كما يطلق على المتطرف يهودا غليك؛ "ناشط سلام".

حرية الدخول إلى الأقصى

أحد أصحاب البيوت التي استولى عليها مستوطنون في القدس المحتلة، أصيب بانهيار عصبي وهو يحاول تبرير أن هذا بيته ولا يحق لأحد اقتحامه، بإذن أو دون إذن.

ورغم أن المسجد الأقصى هو أرض إسلامية قبل أن ينطق بنو إسرائيل أحرف العبرية، ورغم أن المؤسسة الإسرائيلية تبرر احتلالها للقدس بالحفاظ على حرية العبادة للديانات الثلاث؛ فإن المسلمين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاك لحقوقهم الدينية والمدنية على أبواب المسجد الأقصى؛ التنكيل والاستفزاز والتضييق ومنع الدخول، هي عناوين مبسطة لما يجري يوميا، عدا عن حالات الاعتداء الجسدي على النساء والشيوخ والأطفال.

إن هذا الادعاء يهدف بالأساس الى زعزعة الحق الأساسي للمسلمين، المنتهك أصلا، بدخول مسجدهم بحرية، ومقارنته باقتحامات اليهود من باب المغاربة. ولأنه لا يُتوقع من اللص أن يكون عادلا، أو صادقا، فإن أتباع الهيكل لا يتورعون عن الإدعاء بحرية دخول المسلمين الى المسجد الأقصى؛ ولو قامت لجنة صغيرة من إحدى الدول الاسكندنافية بمجرد المرور بالقرب من أحد مداخل المسجد، لاستطاعت تسجيل عشرات الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المسلمين، وتفنيد ادعاءاتهم دون عناء.

المرابطون.. معتدون!

"يجب إبعاد المرابطين جميعا عن المسجد الأقصى مدى الحياة، فهم مجموعة أشخاص يأتون خصيصا من أجل افتعال المشاكل في المسجد الأقصى"، هذا ما طالب به عضو الكنيست "يانون مجال".

إذ يسعى أتباع الهيكل ومن ورائهم سلطات الاحتلال الى إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين، خاصة في الفترة الصباحية أثناء الاقتحامات، ومن أجل ذلك فهم يعمدون إلى تشويه صورة المصلين فيه وخاصة المرابطين، وتصويرهم على أنهم مجموعة رعاع يستحقون المعاملة الفظة والعنف، والتالي إبعادهم عن المسجد.

ورغم أنه لم يتم اتهام أي مرابط أو مرابطة بحادثة اعتداء أو عنف، إلا أن العشرات منهم يتعرضون للاعتقال شهريا في المسجد الأقصى، دون توجيه أي تهم عينية بحقهم. وفي المقابل، ورغم تعرض العديد من المصلين للاعتداء من المقتحمين وأتباع الهيكل، فإنهم بنظر سلطات الاحتلال أبرياء حتى تثبت براءتهم، ولا يتم اعتقالهم إلا صوريا في بعض الأحيان.