وجهت الولايات المتحدة انتقادات حادة لما وصفتها بمواقف الصين السلبية في مجال حقوق الإنسان بسبب خشيتها من انتقال عدوى الربيع العربي إليها، وإزاء الموقف الدولي من الأزمة القائمة مع إيران بسبب برنامجها النووي. جاء ذلك على لسان السفير الأميركي في بكين غاري لوك في مقابلة تلفزيونية أجريت معه أمس الاثنين قال فيها إن سجل الصين في مجال حقوق الإنسان شهد تراجعا مقلقا حتى وصل إلى أدنى مستوياته، مع استمرار السلطات الصينية -على حد تعبيره- باعتقال المعارضين خشية انتقال عدوى الربيع العربي إليها. وأوضح لوك في برنامج "شارلي روز شو" أن القادة الصينيين يخشون وقوع حالات مماثلة لما جرى في تونس ومصر، الأمر الذي كان سببا في تعاظم حالات القمع وملاحقة المعارضين، بمن فيهم المحامين الذين يرفعون أصواتهم انتقادا للحالات السلبية مثل قضيتي الحليب الملوث والأدوية الفاسدة. [title]زيارة[/title] يشار إلى أن لوك عاد إلى الولايات المتحدة قادما من بكين للتحضير للزيارة المرتقبة الشهر المقبل لنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى واشنطن، وسط مؤشرات تدل على أن الأخير مرشح لأن يحل محل هو جينتاو رئيسا للحزب الشيوعي الصيني في العام الجاري، ليخلفه رئيسا للدولة مطلع العام 2013. وكان شي قد أكد في تصريح له ضرورة تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والصين لنزع فتيل الأزمات الدولية، وضمان ألا تضر الاحتكاكات بمصالحهما المشتركة. وأضاف نائب الرئيس الصيني -الذي كان يتحدث في اجتماع رسمي- أنه يتعين على البلدين "عند التعامل مع القضايا الكبرى والحساسة التي تهم المصالح الأساسية لكل طرف، الالتزام بروح الاحترام المشترك ومعالجتها بحكمة". [title]إيران[/title] كما تأتي تصريحات السفير لوك بعد زيارة قام بها وزير الخزانة الأميركي إلى بكين يوم 10 يناير/كانون الثاني الجاري ضمن جولة آسيوية شملت اليابان أيضا، بهدف إقناع البلدين بوقف تعاملهما النفطي مع إيران، وذلك في إطار تشديد العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي. وعلى هذا الصعيد، قال لوك إن الصين ورغم دعمها للعقوبات السابقة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الجمهورية الإسلامية، لا تزال بحاجة إلى من يقنعها بالحاجة الماسة لفرض تدابير عقابية جديدة على خلفية القلق الأميركي من القدرات النووية الإيرانية، لا سيما أن الصينيين يخالفون واشنطن هذا الرأي. وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين قد أكد في مؤتمر صحفي بالعاصمة بكين الأسبوع الماضي أن حاجات الصين إلى الطاقة أمر منطقي، ومن غير المقبول ربطها بالأزمة النووية القائمة مع إيران.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.