بعد عام من انتهاء الحرب على غزة، وفي ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث متتالية، يسعى قادة الاحتلال والدول الغربية لتهدئة الوضع الحالي والتي كان آخرها الاتفاق النووي الإيراني، وزيارة نتنياهو بالأمس لجزيرة قبرص لبحث عدة ملفات من بينها مشروع "الميناء" البحري لغزة.
وذكر موقع "والا" العبري أن الزيارة الخاطفة ستتم الثلاثاء القادم حيث سيلتقي بالرئيس القبرصي "نيقوس انستسياديس"، وسيتم البحث في ثلاثة ملفات هامة وهي التعاون بين "إسرائيل" وقبرص في مجال الغاز الطبيعي، وكذلك إمكانية مساهمة قبرص في إعمار غزة عبر استضافة ميناء عائم في مياهها الإقليمية لصالح القطاع.
في حين يتمثل الملف الثالث بمساهمة قبرص في استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة.
وقال الموقع إن أحد الأفكار التي سيتم التباحث حولها والتي تمت دراستها خلال العام الأخير تتمثل في إقامة ميناء بحري عائم في المنطقة البحرية ما بين قبرص وغزة والذي سيستخدمه سكان القطاع تحت مراقبة وإشراف أوروبي.
إبعاد شبح الحرب
المختص في الشئون الأمريكية والإسرائيلية وليد المدلل اعتبر في حديث لـ"فلسطين الآن"، أن توجه نتنياهو لبحث مشروع الميناء هي خطوة هو يسعى من خلالها لإبعاد شبح الحرب وتحقيق أمن "إسرائيل" من خلال الحل الاقتصادي.
وعن سبب التوجه في هذا الوقت قال المدلل: "جبهة الشرق الأوسط مشتعلة في هذه الأيام، والكل يحاول التهدئة كاتفاق الولايات المتحدة مع إيران على برنامجها النووي، وكذلك "إسرائيل" تحاول وقف الحرب من خلال نزع أسبابها خاصة أن حرب العام الماضي لم تحقق أهدافها المرجوة بل بالعكس تورط بجنود وأشلاء في غزة فهو بحاجة لمعركة جديدة لاستعادة الجنود والأشلاء ولكنها من نوع آخر معركة اقتصادية".
وأضاف: "إدراك الدول الأوروبية والولايات المتحدة و"إسرائيل" لخطورة المنطقة وخاصة أنها قابلة للانفجار في أي لحظة هو ما دفع نتنياهو أن يلجأ للحل الاقتصادي وليس الحل السياسي".
ولفت إلى أن هذه الزيارة تعد استكمالاً لما تحدثت عنه المصادر والمتعلق بتثبيت التهدئة لفترة طويلة والبدء بمرحلة الاعمار الحقيقي وإنشاء ميناء لقطاع غزة، مشيراً إلى أن اختيار قبرص لتقوم بهذا الدور نظراً لقربها من سواحل غزة.
فلاشات إعلامية
الكاتب توفيق شومر اعتبر أن زيارة "نتنياهو" لجزيرة قبرص ما هي إلا "فلاشات إعلامية" يسوقها الإعلام الإسرائيلي، موضحاً أن الزيارة ليست مقتصرة فقط على مشروع الميناء بل هو ذاهب لمناقشة عدة مواضيع أخرى لصالح "إسرائيل".
وقال شومر في حديث لـ"فلسطين الآن"، إن الإعلام العبري وضع هذه الفلاشة لكي يظهر حسن نتنياهو وغيرها من قبل كالإفراج عن بعض الأسرى، وزيادة عدد الشاحنات المدخلة لغزة، متعجباً بالقول: "أي تسهيلات التي يتحدثون عنها ونحن ندفع 3 أضعاف السعر الحقيقي لهذه البضائع وهي من الدرجة الثالثة".
وأضاف: "نتنياهو يعمل على إطعام غزة بالملعقة وفلاشات إعلامية بيد، وباليد الأخرى يمنع، فحتى اللحظة الحصار مستمر على مواد البناء وعلى السلع والبضائع وعدم السماح بسفر الطلاب والأقارب في الضفة وعرب 48".
ودعا شومر إلى الانتباه الجيد للتصريحات التي يسوقها الإعلام العبري لنا وأن ندرسها قبل أن ننشرها كمادة خام.