منذ اللحظة التي أعلنت فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عن بدء التسجيل لمخيمات طلائع التحرير، والتي تشرف عليها الكتائب لتخريج جيل قادر على حمل السلاح ومواجهة الاحتلال تمهيدا لتحرير الأرض المسلوبة، انبرى الأهلي لتسجيل أبنائهم للانضمام في هذه المخيمات.
ومع التسجيل الكثيف من قبل الأهلي في هذه المخيمات، كان من اللافت إقبال كبار السن ممن تجاوز بهم العمر العقد الرابع والخامس بل والسادس، للانضمام إلى تلك المخيمات، غير آبهين بسنوات العمر التي انقضت بهم.
أبو محمد سمارة صاحب الشعر الأبيض، والظهر المنحني أصر على أن يكون أحد المشاركين في المخيمات، رغم علمه أن التدريبات ستشمل مهارات عسكرية تفوق قدراته العمرية.
وقال المسن سمارة لوكالة "فلسطين الآن": "أنا مستعد لكل الأمور العسكرية خدمة لهذا البلد، لأضمن أني مهيأ للدخول في جيش تحرير القدس إن قدر الله لي الحياة لأعيش تلك اللحظات".
وأضاف سمارة: "لن تقف أمامي الرماية بالذخيرة الحيّة، ولا المهارات الكشفية ولا التدريبات البدنية، سأعمل لأكون في كامل استعدادي ولياقتي حتى لو كلفني هذا الأمر الغالي والنفيس، فأبناؤنا ليسوا بأغلى منا، نحن نريد الشهادة قبلهم".
أما أبو أحمد حبيب والذي ناصف عقده الأربعين، ووالد لشهداء قضوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام 2014، فقال: " فقدت أبنائي في الحرب، وأريد تعلم كيفية استخدام السلاح ومهارات المعارك لأكون في المقدمة في أي مواجهة مقبلة".
وأضاف حبيب لوكالة "فلسطين الآن": "دماء أبنائي لن تذهب هدرا وكلنا فداء للوطن، وأريد ان أقول أن هؤلاء الأشبال ليسوا بأولى منا في مواجهة الاحتلال، ما ضل من العمر قد ما مضى وخلينا نموت واحنا على ثغر من ثغور الإسلام ونقضي شهداء".
وتشرف كتائب القسام على 25 ألف مشارك في مخيمات طلائع التحرير التي أعلنت عن انطلاقها أمس الأحد، والتي تهدف من خلالها الكتائب على استيعاب الأجيال الفلسطينية من 17-60 عاما لتهيأتهم لحرب التحرير ولأي مواجهة مع المحتل الإسرائيلي.
وتقوم الكتائب على تدريبهم على مختلف مهارات القتال سواء البدنية أو مع مختلف أنواع السلاح.










