"لقد قدمتم عملًا جليلًا وأداء متميزًا"؛ كلمات خاطب بها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، أسرة مسلسل "الفدائي"، الذي عرضته قناة الأقصى الفضائية، خلال شهر رمضان الماضي، مؤكدًا أهمية الفن الوطني والإسلامي، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حفل تكريم لأسرة المسلسل، في غزة اليوم الاثنين، بحضور عدد من قادة "حماس"، قال هنية: "إن هذا التكريم هو تمجيد لكل فدائي ومجاهد ومقاتل، ليس فقط على ساحة غزة بل على امتداد هذه الأرض الفلسطينية المباركة؛ أرض غزة والضفة والقدس وبقية الأرض الفلسطينية، هي أرض واحدة ورسالة واحدة، ودم واحد".
وأضاف هنية: "مقاومة تعلو أحيانًا هنا، تهدأ هناك، تعلو هناك، تهدأ هنا، هذه متوالية فصول المقاومة في مواجهة هذا المشروع الصهيوني البغيض"، مخاطبًا أسرة المسلسل بقوله: "تكريمكم هو تكريم للشهداء، لكل الذين قدموا وضحوا من أجل فلسطين، والقدس، والأسرى، وعزة وكرامة هذا الشعب، هو تكريم للأسرى الأبطال القابعين خلف قضبان الاحتلال، الذين تجلت أدوارهم الوطنية من خلال هذا الأداء المتميز (المسلسل)".
وتابع: "إن هذا التكريم، هو تكريم للمرأة الفلسطينية التي تقف أيضًا جنبًا إلى جنب في كل ميدان تتحمل المسؤولية، والأمانة وتدفع الشرور عن هذه الأرض، تضحي، تجاهد، تقاتل بطريقتها، وفي هذا المسلسل أدت رسالة المقاومة معبرةً عن الفتاة الفلسطينية والمرأة الفلسطينية".
وأردف: "في الحركة (حماس) كنا، في الحكومة كنا، في أي موقع كنا، نحن مع المقاومة، نحن مع الفدائي، مع المناضل، والمجاهد، نحن مع التمسك بقيم وأخلاقيات هذا الشعب الفلسطيني".
وأكد هنية، أن الفنانين والفنانات في مسلسل "الفدائي"، "أدوا بإتقان ومهارة عالية هذا المسلسل، الذي كشف بشكل واضح الدراما الملتزمة المنضبطة المنطلقة من ثقافة ومفاهيم هذا الشعب وهذه الأمة، دراما المعاناة والانتصار، هذا المسلسل بحق يمكن أن نطلق عليه مسلسل أو دراما المعاناة والانتصار، من قلب المعاناة نبني المواقف، ومن قلب الحصار نصنع الانتصار ومن قلة الإمكانات المتواضعة نؤدي هذا الشكل من أشكال الرسالة الوطنية الفلسطينية، عبر هذا الفن الهادف".
والمسلسل من تأليف الكاتب أحمد داود، وإخراج محمد خليفة، وشارك في التمثيل لفيف من الفنانين والفنانات، منهم حسن الخطيب، ووليد أبو جياب، وعلي نسمان، وكاظم الغف، وسعدي العطار، ومادلين أحمد، ورائدة أبو دية، وغيرهم.
"ذاكرة الإنسان الفلسطيني"
هنية قال أيضًا: "صحيح أن هذا ليس أول عمل فني، فقد سبق على الطريق أعمال كثيرة وأداءات متعددة في مجالات فردية أو جماعية، وسجل الفن الوطني والإسلامي محطات وصفحات ما زالت في ذاكرة الإنسان الفلسطيني، ولكن ما يميز هذا المسلسل هو أنه حلقات استمرت لأكثر من 30 حلقة، وأنه طويل وبذل فيه الجهد والوقت، وتوافرت له المناخات اللازمة لإنجاحه، وجاء أيضًا باحتضان مبارك من شبكة وفضائية الأقصى".
وأوضح، أن "فضائية الأقصى أصبحت عنوان الإعلام المقاوم في الأرض الفلسطينية، وشكلت رافعة لثقافة المقاومة، وما هذا المسلسل والاحتضان إلا ترسيخ لهذه الرسالة، لقد كان هناك انتصار إعلامي في الحرب (العدوانية الأخيرة على غزة)، وهذا النصر الإعلامي مصاحب للنصر العسكري والسياسي والأمني، وفضائية الأقصى التي نقدر رسالتها ونجل دورها كانت عنوان النصر الإعلامي جنبًا إلى جنب مع الفضائيات الفلسطينية والعربية وكافة وسائل الإعلام التي احتضنت المقاومة في الحرب التي نعيش ذكراها الأولى هذه الأيام".
ولفت هنية، إلى أن "المجتمع الصهيوني كان يتلقى المعلومات الدقيقة عن وقائع الحرب أو الخسائر، عبر فضائية الأقصى".
ووجه كلامه إلى أسرة المسلسل: "إن هذا المسلسل يشكل محطة تاريخية مهمة، وأعتقد أن كل من شارك في التمثيل والأداء والإخراج والإنتاج ومن كانوا خلف الأضواء والشاشات.. سجلتم أسماءكم بصفحة مضيئة من صفحات شعبنا ومقاومته، وستأتي الأجيال غدا لتقرأ عن هذا المسلسل وتعرف من هم الذين أدوا وقدموا هذه اللوحة الفنية الملتزمة من الإخوة والأخوات على هذا الطريق الجميل، طريق التحرير والعودة".
وقال: "لقد قدمتم شيئًا جليلًا وأداء متميزًا، رغم الصعوبات التي واكبتكم أثناء العمل، عن الإمكانيات التي لا تكاد تذكر، والحوافز التي لا تكاد تذكر، ولكننا قلنا ونقول: إن أعظم حافز لهذه الفئة الفنية الملتزمة هو حافز الوطن والرسالة والقضية والواجب".
وكرّم نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، أسرة المسلسل، مقدمًا شهادات التقدير، وهدية للأطقم العاملة.
ومسلسل "الفدائي"، الذي أنتجته قناة الأقصى الفضائية، يجسد معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، ويسلط الضوء على صمود ومعاناة الفلسطينيين في مدينة الخليل.
