لا صوت يعلو فوق صوت الفقراء.. الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن جام غضبهم من سياسات حكومة فياض في الضفة الغربية سواء بحمل الاواني الفارغة.. والقرع عليها تعبيرا عما وصلت إليه حالهم التي يرثى له. هذا المشهد لفت انظار المارة وهم يشاهدون العشرات من الناشطين المحليين وبعض كموادر الاحزاب الفلسطينية يجوبون شوارع نابلس الرئيسية في مسيرة للتنديد بممارسات الحكومة التي وصفوها بـ"الافقارية"، وتمس بالطبقات الفقيرة والمحتاجة. وأعلى خالد منصور القيادي في حزب الشعب الفلسطيني صوته هاتفا "يا حكومة شو اعملتي فينا.. عريتنا.. جوعتينا"، "وعنا حكومة مصايب.. ما شفناه منها الا الضرايب".. وكان العشرات يرددون بكل حماسة خلفه تلك الشعارات، ما يؤكد أن حالة الغضب والغليان أصابت الجميع دون استثناء. وبعد أن استقرت الجموع وسط ميدان الشهداء، حتى أكدت المتحدثون على رفضهم المطلق لكافة الاجراءات والقرارات التي أصدرتها حكومة فياض، وتشمل زيادة نسبة الضرائب واهمالها لمراقبة الاسعار التي ارتفعت إلى حد كبير فاق قدرة المواطن البسيط، وكذلك إصرارها على بعض الاجراءات الاقتصادية التي وصفوها بالتهجيرية، خاصة ما تعلق منها بالمزارعين. وطالب المجتمعون بتعزيز صمود المواطنين وليس إرهاقهم بسياسات مالية مجحفة، وبتأمين الحقوق الاجتماعية والديمقراطية ضمانا للحقوق الوطنية، وسط تاكيدات على ان بناء مؤسسات الدولة يتأتى بدعم المواطنين باعتبار المواطن هو الركيزة الاساس. أهم تلك المطالب تمثلت بالتحرر من الاتفاقيات الاقتصادية وخاصة اتفاقية "باريس" وهو ما يشكل مطلبا وطنيا خالصا، إضافة للعمل على ايجاد فرص عمل والتخفيف من حدة البطالة والبعد عن التبعية الكاملة للاقتصاد الصهيوني. من جهتها، أكدت نجاة أبو بكر النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني أن حكومة فياض تحاول نقل الاشتباك مع الاحتلال ومقاومته إلى اشغال الناس واشتباكهم مع لقمة العيش، وهو أمر مرفوض قطعا. مؤكدة انها بوجودها ومشاركتها تمثل حركة فتح بكافة أطرها التنظيمية الرافضة قطعا لحكومة فياض وممارستها التهجيرية. من جهته، أعلن مجلس التنسيق للمجالس الزراعية الفلسطينية عن نيته تنظيم العديد من الفعاليات للضغط على الحكومة لاسقاط قانون ضريبة الدخل المعدل وللمطالبة بتوفير الدعم لصمود المزارعين وستكون اولى فعاليات المزارعين يوم غدا الاحد 22/1/2012 في مدينة اريحا عاصمة الاغوار الفلسطينية المنكوبة.. وسيتبع ذلك فعاليتين في طولكرم والخليل ثم ستكون هناك تظاهرة كبرى للمزارعين في مدينة رام الله.