تشهد أسعار اللحوم في قطاع غزة ارتفاعاً غير مسبوق، وذلك لنقص كميات العجول التي تستوردها "إسرائيل" من بعض دول العالم، وانتشار مرض "الحمى القلاعية" فيها، ما أدى لارتفاع أسعارها عالميا.
ويبدي عدد من المواطنين تخوفهم من استمرار هذا الارتفاع الملحوظ عن العام الماضي، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى، وفي ظل أوضاع متردية من حصار إسرائيلي وأزمة رواتب الموظفين.
حيث وصل سعر لحم العجول للأضحية والمسمى بـ"الهولندي" (22) شيكلاً للكيلو، أما "الشراري" (24) شيكلاً، أما الأغنام والخراف فقد شهدت زيادة دينار أدرني على الكيلو الواحد للأضحية حيث وصل سعر الكيلو 6 دينار.
تخوفات من الموسم
أصحاب مزارع العجول أبدوا استيائهم من موسم الأضاحي لهذا العام، وعن حجم الإقبال على طلب شراء الأضاحي حتى اللحظة، متمنين أن تشهد الأيام القادمة أي تحسن.
"أبو محمد عفانة" صاحب إحدى مزارع العجول في غزة لفت إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف كثير من المواطنين عن الشراء، مشيراً إلى أنه لم يستورد كميات كبيرة هذا العام لكي لا تتكدس لديه.
وأشار عفانة في حديثه لـ"فلسطين الآن" إلى أن مشكلة الكهرباء أيضاً أثرت على شراء الناس للعجول، وقال " العديد من المواطنين يتخوفون من فساد اللحوم لديهم بسبب أوضاع الكهرباء السيئة في غزة"، مضيفاً: " تبقى لعيد الأضحى ما يقارب سبعة وعشرين يوماً ونتمنى أن تنخفض الأسعار أكثر من ذلك".
إسماعيل أبو غياض صاحب إحدى مزارع العجول في مخيم البريج بيَن أنه لديه حتى اللحظة الكثير من العجول المتكدسة في مزرعته ولكن ما تم طلبه أو شرائه قليل جداً مقارنة بالعام الماضي.
ويشير أبو غياض إلى أن هذا الانخفاض يتمثل في سببين أولها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعارها نظراً لنقص الكميات التي تستوردها "إسرائيل".
عزوف عن الشراء
المواطن خالد حسين (30 عاماً) والذي عمل سكرتيراً في إحدى وزارات غزة أوضح أنه لن يتمكن من شراء أضحية للعام الحالي كما اعتاد عليها كل عام.
وقال في حديث لـ"فلسطين الآن":"هذا العام صعب جداً ولن أتمكن من شراء الأضحية، فهناك أولويات كثيرة للموظف الفلسطيني وخاصة في غزة، حيث الأعباء تزداد والرواتب لا تدفع وإن دفعت فإنها تأتي متأخرة، ويكون الموظف حينها قد استدان ضعف راتبه".
في حين اعتبر المواطن إياد جودة أن الغلاء هذا العام ليس طبيعياً وقال: "العام الماضي كانت تقدر حصة العجل الجيدة بـ1700 شيكل، أما اليوم تحتاج ما يقارب 2200شيكل"، مطالباً أن يكون هناك تدخلات من قبل وزارة الزراعة لدعم الموسم هذا العام.
ولفت إلى رغبته في شراء الأغنام هذا العام نظراً لانخفاض السعر قليلاً، رغم عدد أفراد عائلته الكبيرة.
الأضاحي متوفرة
بدوره أكد المدير العام للتسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة تحسين السقا أن كمية الأضاحي المتوفرة في قطاع غزة تكفي لاحتياجات الموسم.
وقال السقا في حديث لـ"فلسطين الآن"، إنه مع حلول عيد الأضحى سيكون هناك 13 ألف عجل جاهزة لموسم عيد الأضحى، وحاجة غز فقط هي من 10-12 ألف عجل فقط.
وأشار السقا إلى أن الوزارة استوردت منذ بداية العام الحالي 24 ألف عجل من معبر "كرم أبو سالم"، ومن المتوقع دخول 5000 عجل خلال الأيام القادمة أيضاً، وهناك 2000 عجل إنتاج محلي.
وأوضح أن ارتفاع أسعار اللحوم يعود لنقص كميات العجول التي تستوردها "إسرائيل" من بعض دول العالم، بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية فيها.
وأضاف أن السبب الثاني يتعلق بمنع أستراليا، "إسرائيل" من توريد اللحوم إلى قطاع غزة، حيث تشترط عليها دفع ضرائب باهظة في حال تم توريد أي نوع من اللحوم لغزة، ولاعتراضهم أيضاً على طريقة الذبح في غزة.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعارها عالمياً وزيادة الطلب عليها كان أحد أسباب ارتفاع العجول.
وفي ذات السياق، أرجع السقا ارتفاع الأغنام والخراف نظراً لارتفاع أسعار المستورد من معبر "كرم أبو سالم"، وعدم دخول خراف من الجانب المصري وقلة المعروض في السوق.