أغلقت الساعة نفسها على تمام الثامنة مساءاً معلنة بدء سهرة شتوية ذات طابع تقليدي خاص, نزلت صحون الفول أرض الديوان, والنار تتوسطنا, والدخان كثيف يقاتل البرد في الخارج, تارة ينتصر وأخرى ينهزم, والخبز مصطف على الجمر "يقحمش" نفسه ببطئ, إبريق من الشاي ذو الحجم العائلي ومن العيار الثقيل في وسط موقد النار, وصمت مليئ بنوع من الترقب.. من سيفتتح موضوع الليلة الحاسم في برلمان النقاش الشتوي لحل القضايا العالقة على البعدين المحلي والإقليمي؟. في الديوان خليط من كبار السن وأصحاب التجربة والمتعلمين والمثقفين, كلهم يأتون لأخذ قسط من الحديث اليومي وإبداء الرأي في ديوان الديمقراطية والحرية. سرعان ما كسر جدار الصمت صراخ أبو"ثائر" قائلاً: أعتقد أن الحرب على الأبواب؟ قاطعه أبو يزن : على الأبواب أم على الشبابيك يا أبو ثائر؟ ضحك الجميع فأضاف أبو ثائر ومن ستحارب إسرائيل هذه المرة؟ غزة, أم مصر, أم لبنان, أم إيران.... ؟ قال أبو ثائر: أنا شو دخلني في إيران أو لبنان أنا أتحدث عن غزة يا حبيبي ؟ نطق الخبير الاقتصادي والمالي أبو شادي محللاً الموقف بأن الاحتلال الإسرائيلي يمر بأزمة اقتصادية ومالية كبيرة تجعله عاجزاً أن يخوض أي حرب قادمة, خالفه الرأي الخبير العسكري والطبوغرافي أستاذ الحكومة "أبو زهير" صاحب النظارت الغليظة" قاع كباية" فقال: "إن إسرائيل تريد أن تعيد هيبتها من جديد من خلال حرب طاحنة وإن كانت الحرب على إيران ستكون تحت مفهوم"إبادة دول" حتى لا يبقى على الخريطة شيئ فترد الدولة المهزومة!!. شاركنا الحديث في هذه اللحظة الدكتور عدلي فقال: أعتقد أن المرحلة القادمة تحتاج لتحالفات بيننا وبين العديد من الأطراف لردع أي عدوان أو منعه, ولدعمنا بالخبرات العسكرية والعتاد, ونحن بحاجة لحملة إعلامية كبيرة للترويج في الغرب ضد إسرائيل, ولشحذ الهمم العربية لتشكيل لوبي ضاغط ضد أي مجازر قادمة. ونحن في سياق اللحظات الأخيرة لنزول الأكل , وفي منتصف معمعة الحديث عن معطيات الحرب والسلم دخل علينا "أبو طارق" الشاب الثائر المجاهد العشريني في العمر, يلبس بنطالاً ضيقا من أسفل رجله "محقان" وحذاء عسكري, وجاكيت أسود اللون, وناطحنا جميعاً بقوله : "إن شاء الله تيجي الحرب قريباً, والله لنحرق اليهود حرق" رد عليه أبو زهير: يا عمي لا تتمنوا لقاء العدو ولكن إسألوا الله الثبات, بعدين كيف بدك تحرقهم ببنزين ولا سولار؟. لم يعجب الكلام الشاب "أبو طارق" وصرخ قائلاً وسط ذهول الجميع" والله ما بياخدوا معانا غلوة؟... رد عليه المختار كبير المجلس كيف يعني غلوة؟ يعني بدك تحط الدبابات والطيارات وناقلات الجند والزنانات كلها في غلاية شاي وتغليها؟ وقد بدأ يفرغ الشاي من البراد في الكاسات لكي يقرب الصورة لأبو طارق في مفهوم الغلوات ؟ رد أبو طارق : غلوة شاي.... رد عليه أبو ثائر"غلوة يا أبو غلوة", وقال له: إستعدوا للحرب بكل ما أوتيتم من قوة, وجهزوا أنفسكم, واتركنا من قصة " أبو غلوة" راحت أيامه أبو غَلْوَة في غَلْوَة , وقطع حديثنا الطعام حيث تربع على عرش المجلس ؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.