لم أكن سعيداً قط عندما رأيت حاكما عربيا يقتل من قبل شعبه ويتقاسم المقهورون منه تقطيع أطرافه وأردافه وهو حيا ويتناثر أبناؤه في عواصم العالم خائفين يترقبون كيف ستكون نهايتهم، لم أكن سعيدا عندما رأيت زعيما عربيا مشنوقا يوم العيد، هذا الزعيم قدّم لأمته ولشعبه الكثير والكثير جدا وحاول أن يبني لأمته مجدا ومكانا بين الأمم ذلك هو الشهيد صدام حسين الذي شنق من قبل أهل الحقد والعمالة والنذالة ولا أريد أن أرسم المشهد وهو يسير بخطوات ثابتة نحو المشنقة والحاقدين من حوله يزغردون ويرقصون ويتضاحكون ويشتمون وكان رده رحمه الله وغفر له " هذه مرجلة ؟!! " يا أبناء الخيانة. (2) لم أكن سعيدا بالنهاية التي انتهى إليها الرئيس علي عبدالله صالح، أنه خرج من اليمن مطرودا من الشعب وحصل على حصانته وذريته وأتباعه من أي ملاحقة قضائية أو مساءلة سياسية عما فعل بأهل اليمن وممتلكاتهم وسمعتهم، الحصانة التي حصل عليها جاءت من أطراف ليست من الشعب اليمني الذي حكمه أكثر من ثلاثين عاما، كان بإمكانه أن يترجل عن كرسي السلطة والعظمة لصالح شعبه وأمته العربية وحقنا للدماء التي نثرت على صعيد اليمن العزيز وينال العز والكرامة من شعبه ومن جميع أبناء الأمة العربية. مثله في ذلك الرئيس السوداني سوار الذهب، الرئيس علي عبدالله صالح لا شك بأنه أعطى لليمن في مرحلة من مراحل تاريخ اليمن الحديث لا يمكن أن ننساها وأهمها عندي الوحدة بين شطري اليمن والقبول بتكوين الأحزاب السياسية، واستطاع في لحظة تاريخية أن يجعل الإنسان اليمني يقف في طوابير منتظمة ليدلي كل بصوته في انتخابات عامة. بعد كل تلك الإنجازات نسي نفسه وراح يؤلب النعرات الطائفية والقبلية ليسود واستعان بكل قوى الشر من داخل الحدود ومن خارجها عربيا ودوليا لتثبيت مكانته وأسرته في قمة هرم السلطة اليمنية. جعل أرض الجنوب اليمني أرض مشاع قسمها بين أعوانه وأتباعه من أهل الشمال وبعض ذوي الحظوة من أهل الجنوب وهم قلة. لم يبن دولة بمدلولها العلمي والسياسي في اليمن وكان هذا أحد أكبر الجرائم التي ارتكبها الرئيس علي عبدالله صالح طوال فترة حكمه كانت نهايته نهاية الطاغية خرج مطرودا، حتى أمريكا والتي تعتبر حليفته إبان قوته لم تسمح له بالوصول إليها حتى لتلقي العلاج إلا عبر دولة أخرى فكانت مسقط، ولم تقبل به إلا بعد أن ضمنت له مكانا يعود إليه وليس للبقاء في أمريكا بعد علاجه. إنه حاله أشبه بحال شاه إيران عندما خلعته الثورة الإيرانية. في لحظة ضعف لا يشعر به إلا هو وأهله راح يستجدي الصفح عنه عما فعل باليمن، راح بستجدي العفو من الشعب اليمني عن ظلمه وطغيانه وقهرهم وتبذير المال العام لصالح سلطته وسلطانه. (3) حبي لسورية الحبيبة لا أنكره، وخوفي عليها لا حدود له ولست راغبا ولا محبا أن أرى قيادات سورية كبيرة في هذا الزمن تمتد إلى أجسادهم سكاكين الثائرين تقطع لحومهم وهم أحياء كما تفعل شبيحة الحكم القائم اليوم ببعض أفراد الشعب السوري العظيم كما نرى بأم أعيننا على شاشات التلفزة العربية والدولية. الجامعة العربية تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سورية، لكن مع الأسف الشديد محاولات ضعيفة فالمراقبون العرب الذين أرسلوا إلى سورية لمراقبة ما تقوم به الحكومة السورية معظمهم كبار في السن لا يقوون على الحركة كما قال الجنرال محمد الدابي، والبعض الآخر جاء ليحصل على عائد مالي كبير لأنه في مهمة في ميادين قتال، والبعض منهم أراد قضاء إجازة في فندق الشيراتون في دمشق معززا مكرما، وانسحب أكثر من عشرين مراقبا عادوا إلى بلادهم احتجاجا على قيادتهم وعلى الحكومة السورية. في الاجتماع الوزاري للجامعة يوم 21 / 1 أصدرت قرارا أهم بنوده وقف أعمال العنف، الإفراج عن المعتقلين وسحب كل المظاهر المسلحة العسكرية والأمنية من المدن والقرى، وجاء في روح القرار ونصوصه مبادرة تحاكي النموذج اليمني أي مطالبة الرئيس بتسليم السلطة إلى نائبة الأول، وتشكيل حكومة انتقال وطنية، بكلام آخر مبادرة معدلة لتجاوز الأخطاء التي تم ارتكابها في صياغة النموذج اليمني. ما أريد رؤيته اليوم في سورية الحبيبة هو أن تدرك القيادة السورية الراهنة أنها مستهدفة من قبل الشعب لأن هذه القيادة لم تقدم للشعب ما يستحقه في الحياة الحرة الكريمة خلال أربعين عاما مضت. لقد آن الأوان لهذه القيادة أن تنقذ سورية الحبيبة وشعبها من أن تعبث بها القوى التي لا تريد لسورية العزة والكرامة والحرية والازدهار
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.