لقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بملك الأردن عبد الله الثاني ، سبقه لقاء بمبعوث سويسري في القاهرة ومن ثم زيارة وفد من كتلة حماس البرلمانية إلى سويسرا لعقد لقاءات شعبية ورسمية للمرة الأولى ، إضافة إلى جولة رئيس الوزراء اسماعيل هينة إلى دول عربية وإسلامية كلها دلائل تشير إلى انفتاح غربي وعربي علني غير مسبوق على حماس بعد حصار سياسي واقتصادي لأكثر من خمس سنوات على الحركة وحكومتها المنتخبة . وزير الأسرى عطا الله أبو السبح أرجع الانفتاح الغربي والعربي على حماس إلى أربعة عوامل أساسية. وقال في حديث خص به [color=red]فلسطين الآن [/color]"الأمر الأول صمود الشعب الفلسطيني تحت قيادة حماس في غزة في تحديه للمشروع الصهيوني وفي صموده أمام الحصار حتى كسره وصموده في الحرب الظالمة التي سميت بالرصاص المصبوب حتى هزم العدو وفي صموده أمام الطابور الخامس الذي حاول أن يفسخ الجبهة الداخلية". وأضاف " الأمر الثاني هي التحولات التاريخية في الوطن العربي وانهيار أنظمة طاغوتية في تونس ومصر وليبيا والآن في سوريا ". أما الأمر الثالث فهو "المنهج التربوي الذي تبنته حماس في هذا الوطن الذي ألزمت نفسها به وبالتالي وجد الشعب الفلسطيني أفرادها وقيادتها ليسوا قيادات تقليدية أي ليسوا ليس كأولئك الذين تورطوا في الفساد (الأخلاقي والوطني والمالي)". وحسب الوزير أبو السبح فإن العامل الرابع هو "توفيق الله عزو وجل وهو أمر قد لا يسلم به كثير والله تعالى يقول : "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز". وأكد وزير الأسرى في حديثه لفلسطين الآن أن هذه العوامل مجتمعة مهدت لهذا الانفتاح ، مشيرا إلى يقظة الشعوب التي أصبحت تدير دفة الأمور في تلك الأوطان وانحيازها إلى مقاومة المشروع الصهيوني الذي أذل هذه الشعوب من خلال زعاماتها. وشدد على أن الشعوب العربية أدركت أن وعود السلام مع (إسرائيل) " سرابية " ولا يمكن أن تحقق "المُأمل والمأمول" وبالتالي لم تجد أمامها إلا دعم مشروع المقاومة الذي تمثل حماس رأس حربته وعلى هذا الأساس كان الانفتاح وأن تخطب الشعوب العربية ود حماس ". [color=red]حماس بوابة الجميع[/color] بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن حماس بوابة الجميع إلى المنطقة العربية وإلى الشرق الأوسط الجديد الذي يحكمه الإسلاميون الذين فازوا في الانتحابات التي جرت في تونس ومصر والمغرب وغيرها من الدول التي يتوقع فوزهم فيها. وأكد أن حماس أصبحت في وضع قوي يمكنها من التأثير على مجرى الأحداث في الشرق الأوسط ، داعيا حماس إلى التمسك بمواقفها التي أوصلتها إلى هذا الرقي و الانفتاح". وقال في حديث[color=red] لفلسطين الآن "[/color] على حماس ألا تفرط في الثوابت وألا تساوم عليها وأن تعزز من علاقتها بالقوى الثورية العربية وأن تواصل تعزيز قواها العسكرية والميدانية التي أمدتها بالقوة والصمود وأكسبتها الاحترام لدى الشعوب العربية. مركز الدراسات المعاصرة ، نوه في تحليل له إلى أن الانفتاح لم يأتِ من باب حاجات الحركة سياسيا بقدر ما جاء في سياق المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية عموما والعربية خصوصا وقد كان لثبات حركة "حماس" في مواقفها المختلفة دورا هاما في جعلها رقما صعبا في القضية الفلسطينية. واعتبر المركز أن الانفتاح على أوروبا بشكل ندّي وتعاط إيجابي مسؤول -وإن جاء متأخرا- يصب في صالح الحركة أولا وفي صالح القضية الفلسطينية ثانيا. وأشار المركز أن حماس " وضعت على قائمة الإرهاب، وهذا خطأ إستراتيجي يرى قادة الحركة أنه يجب أن ينتهي، مرجعا ذلك التصنيف إلى "أن الساحة أو الملعب الأوروبي الرسمي ترك للمؤسسة الإسرائيلية عقودا من الزمان من أجل نزع الشرعية عن كل ما هو فلسطيني، في وقت أيضا كانت هناك سلطة فلسطينية هي أيضا سعت لشيطنة الحركة، وبذلك ساعدت المؤسسة الإسرائيلية في هذا الجانب. وأكد أن المسألة ليست مسألة انبطاح وتسليم أعناق كما يروّج المُغرضون، بل معركة دبلوماسية يجب أن تُخاض، لكي لا تترك الساحة للجانب الآخر لكي ينزع الشرعية عن الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع باسم الإرهاب ومعاداة السامية. وبين مركز الدراسات المعاصرة أن حماس تسعى إلى توضيح فكرتها للساسة في أوروبا التي تستند إلى أنها لا تعادي اليهود كأصحاب دين، وإنما تعادي نهج الاحتلال وتناضل من أجل إنهاء الاحتلال، وهو حق تكفله القوانين والمواثيق الدولية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.