13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
17.76°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة17.76°
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
4.55جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.56

خبر: أستحلفك بالله يا أبا العبد

فقد بلغني كما بلغ غيري أنكم عقدتم العزم على القيام بجولة عربية وإسلامية جديدة بنهاية هذا الشهر، بعد النجاح منقطع النظير والاستقبال الجماهيري والرسمي الذي حظيتم به في تركيا وتونس، والذي كان له بالغ الأثر في نفوسنا جميعاً. وقد بلغني كما بلغ غيري ومن خلال التصريحات الرسمية أنكم قررتم أن تزوروا فيما تزورون ايران، بعد أن أرسل لكم رئيسها أحمدي نجاد دعوة بذلك. أما سبب كتابة هذه الرسالة وهذا النداء فهو مناشدتكم إعادة النظر في قراركم وبرنامجكم لزيارة ايران، والتي اتخذت موقف العداء الواضح والصريح ضد تطلعات الشعب السوري الأبي، والذي يتعرض لأبشع مجزرة على يد قوات النظام وشبيحته. طالب الشعب الفلسطيني وعلى مدار عقود من الزمان الشعوب العربية قاطبة أن تقف معه وتدعمه ضد ظلم الاحتلال وطغيانه، ولا يمكن إلا أن نقف مع الشعوب العربية اليوم في مواجهة ظلم وطغيان من نوع لا يقل همجية ووحشية، يُمارس ضد الشعب السوري الذي لم يقصّر يومنا بواجبه تجاه القضية الفلسطينية. حتى من المنظور الفلسطيني البحت فإن مضار تلك الزيارة أكبر بكثير من فوائدها، وبالنسبة لحماس أكثر ضرراً، خاصة في ظل ما يشاع من قبل المتربصين بأنها تحت العباءة الايرانية، تتحرك بأوامرها، وتعمل بتوجيهاتها. لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً لحسابات كارثية إبان الغزو العراقي للكويت، ما زالت آثاره بارزة، وبغض النظر عن التشبيه والمقارنة، إلا أن ضرر مثل تلك الزيارة سيكون بعيد المدى، ومن النوع الذي يصعب إصلاحه في المستقبل القريب. لسنا ممن ينكر الجميل، لكن مع من يستحق، لسنا من الجاحدين، لكن مع من يقدر، وإن قطرة دم سورية واحدة أغلى من كنوز الأرض مجتمعة، كما هي قطرة دم أي مسلم أغلى من الكعبة ولو هدمت حجراً حجر. تاجر النظام السوري بالقضية الفلسطينية وما زال، وها هي ايران تبحث عن تجارة من نوع جديد، على حسابكم وحساب شعبنا، لتخرج من عزلتها ، وتورّط الفلسطينيين في مواجهة الشعوب العربية. نقبل ونعلم أنه في عالم السياسة تختلف حسابات الشارع عن حسابات الساسة، وما تريده الشعوب قد لا يناسب القادة، لكن رهاننا كان ويجب أن يبقى مع الشعوب ونبضها وتوجهها، هي بوصلتنا الحقيقية. أستحلفكم بالله أن لا تخسروا الشعب السوري من أجل زيارة، أناشدكم أن لا تخسروا الجماهير العربية التي تتفاعل وتغلي غضباً وحنقاً على النظام السوري وجرائمه، أطالبكم أن تعيدوا النظر في زيارتكم! اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.