11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
15.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة15.4°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: في النقد

نُلام حينا ونُمدح أحيانا عندما نوجه نقدا لفعل معين أو تصرف يمس حياتنا السياسية أو الاجتماعية أو الأدبية ، وفي الردود على ما نكتب خليط مركب تختلف فيه النظرة من شخص إلى آخر؛ لاختلاف ثقافة الناس وشخصياتهم، فالبعض ينطلق في رده من منطلق الانتقام للذات فتجده جارحاً متجنيا لأنه حصر نفسه في ذاتها وبات عندها حبيسا . وآخرون ينطلقون من زوايا منصبة على النقد ذاته في محاولة للفهم والإفهام، وهذا النوع ينطلق لمجال أوسع من الذات إلى المشاركة والتفاعل، بهدف فهم الآخر والعمل على توضيح الصورة والقبول بوجهة النظر بعد اقتناع بصواب النقد ما يؤدي إلى تعديل المسار، أو إقناع المنتقد بوجه النظر ما يؤدي إلى الفهم الصحيح فيكون في الحوار ثمرة ينتج زيادة في الفهم وتوسع في الإدراك. النقد له أصوله القائمة على قواعد وقوانين ومعارف ، والنقد ليس الهدف منه التشفي أو المس بالشخصيات و يركز على شخص المخالف في الرأي أو العرض للموقف ولكنه ينصب على المنتج نفسه أيا كان نوع هذا المنتج، ولكل علم له رواده والمتخصصين فيه والعارفين لأصوله ، وهذا هو الفرق بين النقد من أجل النقد وفق المثل الشعبي ( عنزة ولو طارت) وبين النقد الموضوعي المبني على أصول علمية هدفه التوصل إلى إعادة بناء النص أو الموقف وتصحيح ما شذ منه عن الأصول والثوابت والقواعد العلمية. الناس لدينا سواء نحترمهم كبشر، ونقدرهم لأنهم خلق الله، احترامهم واجب ، وهذا الاحترام لا يمنع أن نختلف ، فلكل منا ثقافته، ولكن منا رأي وموقف ، نتفق في جزئية ونختلف في كثير، والاحترام لبعضنا البعض لا يمنع أن يكون لنا رأي فيما نرى وأن يكون في نفس الوقت للآخرين رأي فيما نخلص إليه، فلا أحد يملك لوحده الحقيقة أو هي حكر على فكر أو مذهب ما لم تكن هذه الحقائق مقرة من لدن الخالق عز وجل عندها لا يملك أحد أن يكون له رأي فيها أو يشكك في وجودها، ودون ذلك فالاجتهاد بابه مفتوح فقد نصيب حين نجتهد فلنا أجران أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، أو نخطئ ولنا أجر الاجتهاد، مصداقا لقول الرسول صل الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ). فالنقد أمر محبب طالما أنه من أجل التعديل والتصحيح ، وعلى من يوجه له النقد أن يتمتع برحابة صدر وأن ينظر بشكل ايجابي في ما يوجه إليه من نقد ولا تأخذه العزة بالإثم طالما الناقد ابتعد عن التجريح والنيل من الأشخاص، ويجب أن يُشكر الناقد لا أن يُلام على توجيهه وتبصيره للآخرين من خلال نقده، أو تُتخذ ضده مواقف أو أن يُقاطع. يجب أن نمتلك روحا رياضية تؤهلنا لفهم الآخر وليس من الضروري تطابق الآراء والمواقف ، فأدب الاختلاف يجب أن يسود وأن لا يفسد العلاقات، قد يحدث نقاش حاد وخلاف شديد في رأي أو موقف في مكان ما، ومع نهاية النقاش يجب أن تبقى النفوس على صفائها، وأن نخرج بعد النقاش والخلاف أكثر حباً وصداقة، فالخلاف لا يفسد للود قضية.