"فشل يتبعه فشل".. هذا حال المفاوضات الميتة المستمرة بين السلطة في رام الله والاحتلال الصهيوني، ولكن ما يشعرك بالغضب هو إصرار السلطة على مواصلة المفاوضات مع الاحتلال وتمديدها لمدّة شهرين إضافيين رغم علمها بأنه لا يوجد فيها ما يشجع على استمرارها. خصوصاً مع تصميم حكومة الاحتلال على مواصلة توسيع المستوطنات في القدس، ومما زاد من سوء الوضع الظروف الجديدة التي خلقت من أجل إطالة عمر المفاوضات مع الجانبين، بقدوم المبعوث الأمريكي ديفيد هيل إلى الضفة الغربية . [title]انتفاضة ثالثة [/title] فقد أوضح المحلل السياسي حسن عبدو أن خيارات السلطة بعد فشل اللقاءات تنقسم إلى ثلاث خيارات تتمثل أولها/ في الخيارات الدبلوماسية باتجاه إعادة المطالبة بعضوية الأمم المتحدة، وثانيهما/ خيار الانتفاضة باتجاه صراعي مع الاحتلال، أما الخيار الثالث/ فهو خيار المصالحة. وأشار عبدو إلى أن هذه اللقاءات أضرت كثيراً بالعلاقات الوطنية الوطنية وقال: "الضرر نتج عندما تم الذهاب للمفاوضات دون مشاورة الأطر الشرعية ودون رغبة الفصائل والإرادة العامة"، مضيفاً: "الرئيس محمود عباس يعمل عكس ما يقول ويريد أخذ الجميع إلى حيث يريد هو ". وأكّد أن الإنفراد باتخاذ القرار في الذهاب للمفاوضات أفقد المؤسسات الشرعية هيبتها وأصبح لا قيمة لها، مشدداً على أن استمرار هذه المفاوضات يؤثر ويضر بالعلاقات الوطنية الداخلية ويؤثر على إتمام المصالحة . واعتبر عبدو أن أفضل الحلول لوقف هذه المفاوضات الذهاب لانتفاضة جماعية ثالثة وقال: "الخيار والحل الوحيد لوقف المد الصهيوني في الضفة الغربية الاتجاه جميعاً نحو انتفاضة ثالثة تبدأ محلياً وتنتهي إقليمياً وستكون بمؤازرة الشعوب العربية ". [title]إطالة عمر المفاوضات [/title] من جانبه؛ أكد المحلل السياسي وسام عفيفة أن رئيس السلطة محمود عباس، على معرفة ودراية بفشل هذه المفاوضات قبل الذهاب إليها خصوصاً وأنها تمت في ظروف جديدة تتمثل بوجود المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل وكذلك وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الكندي جون بيرد ونظيره الألماني جيدو فسترفيله، وقال: "هذه الظروف جميعها جاءت من أجل الضغط على السلطة وإطالة عمر المفاوضات ". ولفت عفيفة إلى أن هذه المفاوضات في حالة "موت سريري" والمستجدات الحاصلة في المنطقة من أجل إطالة عمرها واستثمار الوقت . وأشار إلى أن السلطة متمسكة بخيار المفاوضات حاملة شعار "فاوض ثم فاوض ثم فاوض"، لافتاً إلى أن هذا الخيار قتل كل الخيارات الأخرى . وأوضح أن لقاءات عمان ألقت بظلال الشك على مشروع المصالحة وعلى حركة حماس، وقال: "كل الفصائل أجمعت أنه يضر بالقضية وبالمصالحة ولكن استمرارها يأتي نتيجة ضغوطات جديدة تمارس في الضفة الغربية ". ولفت عفيفة إلى أن الفصائل الفلسطينية لا يوجد لها اتجاه حقيقي وفاعل تجاه هذه المفاوضات، وأضاف: "حماس هي الفصيل الفاعل الذي يحاول خلق حالة من التوازن بعكس الفصائل الأخرى التي تكتفي بعبارات الاستنكار والإدانة خوفاً من خسارة حركة فتح ". وقال: "هذه الفصائل ليست لها القدرة والقوة الحقيقية لتغيير القرار الفلسطيني والتأثير عليه ".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.