لم نصدم عندما سمعنا عبر وسائل الإعلام عن رفض بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة - الذي سيزور غزة بتنسيق مع وكالة الغوث – بأن يضع في جدول زيارته أي لقاء مع ذوي الأسرى في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، ومع ذوي الشهداء وأصحاب المنازل المدمرة. إن هذه الممارسات مرفوضا قطعا من بان كي مون كشخصية تتعامل مع نفسها وتسوّق نفسها أنها حيادية، ونعتبرها تندرج ضمن سياسة الكيل بمكيالين والنظر إلى الواقع بعين عوراء واحدة، كما أن رفضه هذا يعتبر أمر معيب على أمين عام للأمم المتحدة التي من المفترض أن ترعى اللاجئين الفلسطينيين الذين من بينهم أسرى وشهداء ومدمرة منازلهم!!. لا يمكن أن نفهم ما هي السياسة الخرقاء التي يعمل بها بان كي مون، ولماذا سابقا جلس مع عائلة الأسير (المحرر بإرادة المقاومة الفلسطينية) جلعاد شاليط، الذي أسر بينما كان يحمل بندقية يتصيد الأطفال اللاجئين في قطاع غزة، ليقتلهم ويدمرهم، فيعرب مون عن أمله في الإفراج عن شاليط آنذاك!، في حين يتجاهل أهالي أكثر من 6500 أسير فلسطيني بينهم مئات الأطفال والمرضى؟!. سياسة التهميش المتعبة من قبل من قبل الأمم المتحدة تجاه الأسرى والمعتقلين المعذبين في سجون الاحتلال لا يمكن أن تعبر عن سياسة إنسانية صادقة، بل إنها سياسة تخدم طرف على حساب طرف، تخدم الاحتلال الجلاد على حساب اللاجئين المجلودين.. إننا نتساءل منذ متى كانت الاستقلالية والحيادية والموضوعية هي أن تسير مغمض العينين يا بان كي مون؟!، بل إنه من المفترض أن تنحاز إلى المظلومين لا إلى الظالمين، من المفترض أن تحمل هموم الثكالى والمحرومين من أطفال الأسرى المحرومين من زيارة ذويهم لهم في سجون (إسرائيل) المعدومة من الإنسانية!، بدلا من سياسة الاصطفاف إلى جانب الجلاد!. إن الرسالة الواضحة التي يجب أن يفهمها بان كي مون هي أن يستحي على دمه ويحترم كبر سنه ومكانته، وبالتالي عليه أن يخرج من عباءة الانضواء تحت قرارات سياسية معادية للإنسانية، لأنه - وبكل بساطة – فإن آلاف الأسرى والشهداء وعوائلهم المكلومة؛ هم صنف من البشرية ومن بني الإنسان، وآن الأوان لوقف سياسة الكيل بمكيالين، والنظر إلى الواقع بحيادية واحترام!.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.