15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
18.27°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة18.27°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: أمانة القدس وأمانة العطر

أمانة القدس وأمانة العطر، قصتان، لكل قصة حكاية، ولكل قصة دلالة تجمع القديم الموروث بالحديث المشرق، على قاعدة الإيمان واليقين بأن التحرير قادم. في قصة (العطر) قال الشيخ علي القره داغي فيما يرويه بن شداد في عهد صلاح الدين أن نساء إحدى المدن التركية صنعن زجاجة عطر من كافة الزهور التي تنبت في البلدة، وقد مكثن في صناعتها فترة طويلة، ولما قدم صلاح الدين إلى بلدتهم طلبن لقاءه، وألححن بالطلب، وهو يتساءل في نفسه ماذا تريد النساء؟! وعندما لقينه سألنه عن عزيمته على تحرير المسجد الأقصى، فلما تيقن من إجابته وعزيمته وتوكله على الله، قلن له: هذه زجاجة العطر هي معك أمانة أن تعطر بها المسجد الأقصى المبارك بعد تحريره وتطهيره. وقال ابن شداد: لقد حمل صلاح الدين زجاجة العطر في جيبه عشر سنوات، حتى كان التحرير والتطهير فأخرج الزجاجة وعطر بها المسجد ودعا لنساء هذه البلدة. زجاجة (العطر) هذه هي علامة نبيلة على حب الأمة الإسلامية للقدس وللمسجد الأقصى المبارك. العطر الذي صنعته النساء هو دلالة على يقين النساء، بل يقين الأمة أن القدس إسلامية، ويجب أن تبقى إسلامية، وإن طال فيها عمر الاحتلال أو عمر الاغتصاب. هذا العطر الذي عطر به صلاح الدين (المسلم الكردي) المسجد الأقصى، هو عطر الأمة كلها، عطر الرجال وعطر النساء، وهو عطر الإيمان واليقين بالنصر. وبمناسبة قصة (العطر) وحمل الأمة لهمِّ القدس والتحرير، قدّم رئيس الوزراء إسماعيل هنية (زجاجة وبداخلها تراب مبارك من باحات المسجد الأقصى) إلى أمير قطر، واتحاد علماء المسلمين، قائلاً للأمة القطرية والعربية والإسلامية إن القدس أمانة في رقابكم، تذكروا القدس وبركاتها، وبركات ترابها، وبركات أكنافها، وبركات شعبها، وتذكروا هذا التراب بين أيديكم وأمام ناظريكم، وفيكم الأمراء وفيكم العلماء، وفيكم رجال المال، وفيكم الشعب. إن واجب تحرير المسجد الأقصى والحفاظ على بركاته وتعطيره هو أمانة في أعناقكم، ولكم على شعبنا في فلسطين أن يحفظ الأمانة، وأن يقاوم حتى النصر أو الشهادة. تراب المسجد الأقصى المبارك أعظم هدية يمكن أن تقدم إلى أمير أو رئيس أو ملك أو قائد، وهو تراب نستأنس به بالفتح الذي كان في يوم القادسية يوم أن جاء موفد سعد عليه السلام بتراب من القصر الأبيض قصر كسرى ورستم فقال لقد فتح الله عليكم بلاد الفرس وهذا ترابها بين أيديكم. وفي دلالات (أمانة القدس) و(أمانة العطر) قال الشاعر مرتجلاً : يا مرحبا بأبي عبيدة وإخوته ... نحن الضيوف وأنتم سادة الدار أكرمتمونا بتشريف بتوجه ... حبر إمام فقيه شيخ أبرار لطالما تاقت الأرواح هائمة ... إلى لقاء وتدبير لأقدار واليوم في دوحة الأخيار مقدمكم ... عيد تجلى بتشريف لأخيار يا من قصمت بعدل كل طاغية ... (غابوا فغابوا) وإسماعيل في داري (1) اجمع بفضلك هذا الجمع ثانية ... بساحة المسجد الأقصى كزوار أمانة القدس في أعناقنا حملت ... بعد الربيع شتاء عند ثوار واليوم من غزة الأطهار تلحقها ... (أمانة العطر) في أعناق أطهار (1) غابوا فغابوا يقصد بهم من غابوا عن مؤتمر غزة بالدوحة أثناء الحرب، وهم غائبون حقيقة بعد أن أسقطتهم الثورة، وهذه غزة في الدوحة حاضرة. الأمة بخير، والخير فيها كثير ومتنوع، ولكي تستيقظ الأمة وتترجم ما فيها من خير هي في حاجة إلى قيادة متحركة حيوية تستثيرها وتزيل الركام عن فطرتها الطاهرة، وأحسب أن حماس قدر طرقت على القلوب قبل الآذان من أجل استنهاض الأمة وحمل أمانة القدس وأمانة النصر.