16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
18.44°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة18.44°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الثورة عربية والفلتان الأمني أمريكي

لو أن الثورة العربية بدأت في مصر واقتصرت عليها لكشفت أمريكا كل أوراقها القذرة مع بداية سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولكن الثورة بدأت في تونس وانتشرت بسرعة البرق في أرجاء متعددة من الوطن العربي مما ترك الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في صدمة وتخبط استمرت بضعة أشهر ثم بدأت التدابير والمؤامرات التي لمسناها في التعامل الأمريكي بشكل واضح مع الثورة اليمنية والسورية وقبل ذلك مع الثورة الليبية، وحتى في الثورة المصرية التي حاولت أمريكا الالتفاف عليها مع تشكيل حكومة الفلول الأولى بعد سقوط مبارك. في عام 2006 حين فازت حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي وشكلت الحكومة العاشرة، انصاعت أوروبا للأوامر الأمريكية ففرضوا حصارا اقتصاديا وسياسيا شاملا على الشعب والحكومة الفلسطينية، و أطاعتهم جامعة الدول العربية وشاركتهم في المؤامرة على شعبنا ، أما نظام مبارك فقد أحكم حصاره على قطاع غزة.الظروف حينها سمحت لأمريكا استخدام جميع أوراقها الممكنة لكسر الإرادة الفلسطينية؛ أوروبا،وجامعة الدول العربية، ونظام مبارك،كضغط خارجي، كما أنها استخدمت مجهولين لإحداث الانقسام والفلتان الأمني في الداخل الفلسطيني والذي ما زلنا نعاني منه، ورغم معاناتنا فقد فشل المتآمرون في تحقيق أهدافهم. مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ليست مثل مصر أو تونس أو أي قطر عربي، فليس هناك أي مصالح اقتصادية لأوروبا في فلسطين المحتلة التي تعيش على المساعدات العربية والدولية، ولهذا فلا يمكن لأمريكا إجبار أوروبا على تكرار الجريمة مع الدول العربية لأن أوروبا لديها مصالح اقتصادية ولا تسمح بالمس بها، أما جامعة الدول العربية فهي لا تستطيع أن تتخذ قرارات تثير الشعوب العربية ضدها،بل إن كل رئيس عربي لم تقتلعه رياح التغيير يسعى إلى التقرب من شعبه من خلالها وإن كانت هناك مؤامرات خفية تحاول الجامعة تمريرها بخبث كما هو الحال مع الوضع السوري. الفلتان الأمني وشق الصف الداخلي وإثارة الفتن هو ما تبقى لأمريكا لمجابهة الإرادة الشعبية المصرية لأن الثورة العربية و ثورة 25 يناير جاءت على عكس ما تهوى أمريكا، وما يحدث في مصر الآن هو تصعيد للفلتان الأمني، ومن يقف خلفه هم أعداء مصر، الذين طالبوا في البداية ببقاء المجلس العسكري لثلاث سنوات ويطالبون الآن برحيله دون إيجاد البديل، وهم الذين حذروا من حكم الإخوان ويطالبونهم الآن باستلام الحكم،وهم الذين يتحينون الفرص لإثارة الشعب المصري باستباحة دماء أبنائه، إما بالالتحام مع أصحاب الديانات الأخرى، وإما بالهجوم على الجماهير الرياضية، وإما باستدراج الجيش المصري إلى معارك ضد مصالح الوطن وكل ذلك بتدبير ودعم مالي أمريكي.