8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
15.57°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة15.57°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

ترك مقاعد الدراسة ابن (14) وعاد إليها ثلاثينياً..قصة الشاب "اشتيوي" تؤكد

خبر: الدراسة في الكبر والحصول على وظيفة..ممكن!

كم هو رائعٌ أن تتوجه إلى مكتب شخصٍ بغرض لقاءٍ صحفي، ليس لصفته الوظيفية، بل الشخصية! أمرٌ يستحق التجربة، أن تستمع إلى تفاصيلٍ تخصّ شخصاً قد لا يعنيك من قريبٍ أو بعيد، لكن تلك التفاصيل ستعطيك بكل تأكيد لبّ تجربة، وخلاصة مرحلة.. بل وما هو أكثر من ذلك.. "دفعة على سلم الطموح".. المشرف الاجتماعي في معهد الأمل للأيتام داود اشتيوي، الرجل الذي انتقل من حالة "طالب ترك المدرسة في المرحلة الإعدادية" إلى حالة "طالب دراسات عليا"، بعد سبعة عشر عاما قضاها خارج أسوار المدرسة.. ولكن كيف بدأت حكايته؟ وكيف تحول مسار طريقه على هذا النحو.. دعونا نرى: ما هو تخصصك الجامعي؟ ضيف قصتنا في العقد الثالث من عمره، وكما ذكرنا، فقد ترك مقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية، ليتنقل بين العديد من المهن، "نجار.. مصفف شعر.. الخ"، وسط شعورٍ بـ "النقص" كان يذبحه –على حد تعبيره- رغم الثقافة الواسعة التي يمتلكها.. فما كان منه أخيراً سوى أن قرر أن يعاود ركوب قطار التعليم، طمعاً في حياةٍ أكثر نوراً. أكثر من ربع ساعةٍ متواصلة، تحدث خلالها "اشتيوي" عن تلك النقلة النوعية، مستقرئا كل أسئلة "الشباب"، فقال :"كنت في الرابعة عشر من عمري عندما اتخذت قراري المصيري بترك المدرسة، والمبرر كان (الانتفاضة الأولى)، حيث شعرت أن لا جدوى من الدراسة، والذي عزز قناعتي شقيقي الأكبر الذي لم يجد وظيفة تليق به رغم كونه خريج جامعي.. فقررت أن أختصر الطريق وأتوقف عن الدراسة". بعيدا عن المدرسة بدأ شتيوي بالعمل كنجار لما يزيد عن العام، ثم مصفف شعر في أحد الصالونات، واستمر كذلك حتى افتتح صالونا خاصا به، كل هذا وهو سعيد بقراره الذي ابتعد بموجبه عن التعليم.. وحتى ذلك اليوم لم يكن قد تشكل لديه وعي بسلبيات ترك الدراسة بعد، خاصة وأن معظم أصدقائه ساروا في ذات الطريق المظلمة "إلا من رحم ربي" يضيف. ولكن متى استشعر شتيوي خطورة وضعه؟ يجيب: "اعتُقلت عام 1990، وأمضيت في سجون الاحتلال سبعة أشهر قابلت فيها الكثير من المتعلمين والمثقفين، وحينها بدأت فكرة التعليم تتبلور في عقلي، وأخذت أتساءل محاسبا نفسي لماذا لم أكمل دراستي؟.. لماذا؟". هنا، اتجه نحو القراءة رغبة في الحصول على ثقافة ظن أنه قد يستعيض بها عن عدم التعلم، لكن "الشعور بالنقص" –كما أقر- كان الدافع الأساسي لاتخاذه خطوات عملية نحو إكمال الدراسة، إضافة إلى يقينه بعدم كفاية القراءة والكتابة.. يتابع: "كنت أشعر بالألم كلما دخلت في نقاش مع الآخرين الذين يعجبون بثقافتي الواسعة، فلا أجدهم إلا وقد سألوا :"ما تخصصك الجامعي؟".. [color=red][title]ما بعد التخرج..[/title][/color] بعد أن تولت السلطة الفلسطينية زمام الأمور، سمحت لغير المتعلمين باستكمال دراستهم، فتحمّس شتيوي للفكرة لكنه لم يفعل على الفور، ثم تشجع لها بعد أن أقدم أحد أصدقائه عليها، ونجح خاصة وأنه يتمتع بمنحة دراسة جامعية كونه أسيراً محرراً.. وبالفعل انتسب –وهو في الحادية والثلاثين من عمره- إلى جامعة القدس المفتوحة/ تخصص الخدمة الاجتماعية. "قفزةٌ كبيرة.. غير معقولة.. أنا وصلت إلى هذه المرحلة؟".. كان هذا هو التساؤل الذي جال مراراً في خاطر صديقنا في بداية دراسته الجامعية، إذ لم يكن ليصدق أنه تحول من متسرب من الإعدادية إلى طالب جامعي، "لا.. بل وقد تخرج في المدة المحددة (4 سنوات) بتقدير جيد جداً".. بعد ذلك، قرر الخريج الجامعي أن يخوض الحياة العملية وفق تخصصه الجديد، ولم يطل به البحث عن وظيفة، فما لبث أن تطوع للعمل في معهد الأمل للأيتام بعد شهرين من تخرجه فقط، ليحصل على الوظيفة الثابتة في المعهد ذاته بعد عامٍ وحسب، وهو اليوم ينتظر موافقة على طلبٍ تقدم به لإحدى الجامعات المصرية لدراسة الماجستير! [color=red][title]تطوعوا تُفلحوا..[/title][/color] يتحدث اشتيوي عن التخرج مخاطبا جموع الخريجين :"ماذا تنتظر وقد أنهيت دراستك الجامعية؟ لا تنتظر الفرصة أن تأتيك، عليك أن تتحرك خطوات نحوها فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، واصقل تعليمك بالخبرات"، ولمزيد من التشجيع أضاف :"يحظى المتطوع براحة نفسية كونه يقدم شيئا لمجتمعه، ويكتسب خبرة عملية، ناهيك عن زيادة فرص التوظيف المتاحة أمامه". الخلاصة التي استقاها شتيوي من تجربته هي كما يلخصها لنا: "الهدف الواضح والسامي لابد لصاحبه أن يحققه، ولا وجود للمستحيل مع وجود الإرادة ووضوح الهدف".