13.33°القدس
12.86°رام الله
12.19°الخليل
18.71°غزة
13.33° القدس
رام الله12.86°
الخليل12.19°
غزة18.71°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.75جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.74
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

لماذا الآن؟

ليس غريبا أن تضع الإدارة الأميركية ( محمد الضيف، ويحيي السنوار، وروحي مشتهى) على قائمة الإرهاب الأميركية، ولكن من الغريب في هذا الشأن هو توقيت هذه الخطوة العدوانية من الوجهة الفلسطينية. لماذا وضعت ثلاثتهم في قائمة الإرهاب؟! لأنها ببساطة تقرر بحسب التقارير الأسرائيلية بدون مناقشة؟! الإدارة الأميركية تتصرف بحسب القرار الإسرائيلي في مجال الأمن، ومن ثمة يمكن القول بأن إسرائيل التي تحتل القدس تحتل أيضا قرار الإدارة الأميركية في الشأن الفلسطيني .

لماذا اتخذت الإدارة الأميركية قرارها العدواني ضد الثلاثة الآن، مع أنها تضع كتائب القسام وحماس بالمجمل على قائمة الإرهاب؟! فهو أمر يحتاج لإيضاح، وقرار الإيضاح وتبريرات العمل المشين هذا هو بيد الإدارة الأميركية، غير أننا نتكهن فنقول إنها اتخذته الآن لإرضاء نيتنياهو الذي يعمل ضد الاتفاق النووي مع إيران. أوباما ربما يريد أن يرسل رسالة مزدوجة لنيتنياهو من ناحية، وللمشرعين الجمهوريين الذين يقفون خلف نيتنياهو، تقول : إن إدارة أوباما حريصة على أمن إسرائيل، وتعمل ما يلزم لحمايتها.

وتذهب تحليلات معتبرة إلى أن القرار الأميركي يعدّ جريمة في حد ذاته، لأنه يمهد لارتكاب إسرائيل لجريمة قتل واغتيال القادة الثلاثة. الإدارة الأميركية تصرفت كما لو كانت هي حكومة تل أبيب، وأنها تدير صراعا مع الفلسطينيين، ومع غزة على وجه التحديد. وهذا هو قمة الغباء والنفاق في إدارة ابو حسين أوباما، الذي قدم نفسه قائدا يتفهم الثقافة العربية والإسلامية، ويقف ضد أن تخوض أميركا حروبا خارجية.

لن يضير الضيف والسنوار ومشتهى القرار الأميركي، لأن ثلاثتهم يعيش حياته الجهادية تحت تهديد الاغتيال الصهيوني اليومي، وتشريع أميركا للجريمة يفيد المجرم، ولا يزيد من فرص ارتكاب الجريمة، لأن الجريمة قد تقع بدون التشريع الأميركي.

أميركا لا تجد في العالم العربي من يناقشها في قراراتها، أو يعترض بطريقة دبلوماسية على قراراتها، وجلّ الشباب العربي محبط من السياسة الأميركية في المنطقة، بل ويكره الإدارة الأميركية، لأنها تعمل في المنطقة ضد الأسلام وضد العرب، وهي التي حطمت العراق، ومنعت الثورة السورية من تحقيق أهدافها.

أميركا بسياستها ومواقفها تخلق بيئة حاضنة للعنف وللإرهاب أيضا في المنطقة العربية والإسلامية، لأن شباب الأمتين يجدون متنفسا لهم في الأعمال الانتقامية من أميركا وأتباعها في المنطقة. أميركا هي من خلقت داعش، وهي من خلقت الفوضى، وهي من أجهضت ثورات الربيع العربي، وهي حليف لكل أنظمة الاستبداد العربية.

إن قرار اعتبار الرجال الثلاثة على قائمة الإرهاب هو من هذا النوع الفوضوي الذي حطم بغداد، ودمر حلب ودمشق، وقضى على كل شيء جميل في الوطن العربي خدمة للكيان الصهيوني صاحب اليد الطويلة في واشنطن، وفي مجلس الشيوخ.