كشفت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة النقاب عن تورّط سفارة السلطة الفلسطينية بالقاهرة في حرمان حوالي مائتي مواطن من قطاع غزة من أداء مناسك الحج لهذا العام.

وقالت المصادر  -بحسب وكالة "قدس برس" للأنباء-: "إن شركات الحج الفلسطينية استلمت قبل شهرين تقريبا جوازات حجاج قطاع غزة وسلمتهم لوزارة الأوقاف لتقوم بدورها ومن خلال لجنة الحج المشتركة بإرسالها إلى السفارة الفلسطينية في القاهرة من أجل وضع تأشيرة الحج عليها، حيث وصلت الجوازات القاهرة في وقت مبكر تداركا لأي إشكالية قد تحدث خلال عملية منح التأشيرات".

وأضافت "غير أن السفارة الفلسطينية تعمدت تأخير تسليمها لنظيرتها السعودية حتى قبل يومين من موعد السفر وفتح معبر رفح البري والذي كان مقررا من السابع إلى التاسع من أيلول (سبتمبر) الجاري، كي لا يكون هناك أي وقت لعمل شيء لمن يرفضهم الماسح الضوئي".

وأوضحت أن رفض الماسح الضوئي لهذا العدد الكبير من جوازات الحجاج (187 جواز) وعدم وجود وقت لاستبدال جوازاتهم، سمح لسفارة السلطة في القاهرة تقديم جوازات كانت لديها سابقا لمجموعة من عناصر حركة "فتح" ممّن غادروا القطاع بعد أحداث عام 2007، حيث قدر عدد هذه الجوازات بـ 89 جوازا، وقد حصلوا على تأشيرة حج وتم خصم هذا العدد من حصة قطاع غزة للحجاج، والبالغة 2200 مقعد، وفق المصادر.

وأشارت إلى أن عملية وضع التأشيرات على الجوازات يمر بمرحلتين الأولى من خلال موقع السفارة السعودية على الإنترنت ثم من خلال الماسح الضوئي.

وشدّدت على أن السفارة السلطة في القاهرة لم تقم بأي تحرك لحل أزمة الجوازات المرفوضة، "بل كانت شريكا في تمرير هذا الأمر لخدمة معارفها وإرضاء عناصر حركة فتح في مصر بعد الغضب الذي انتابهم اثر القرعة التي أجربتها مؤخرا السفارة لاختيار عدد منهم للحج لهذا العام"، وفق تأكيدها.

وتضاربت تصريحات وزارة الأوقاف الفلسطينية حول منع حجاج من قطاع غزة من السفر، حيث أكدت الوزارة في بيان لها أن هناك 187 جواز سفر لحجاج غزة لم يتم وضع "تأشيرة الحج" عليها بسبب عدم قراءة الماسح الضوئي في السفارة السعودية بالقاهرة لهذه الجوازات، في حين نفى وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس في تصريح له من مكة المكرمة لإحدى الصحف الفلسطينية المحلية أن تكون السعودية قد منعت أي حاج فلسطيني من دخول أراضيها.

وكان الوكيل المساعد لوزارة الأوقاف في غزة حسن الصيفي قد قال في تصريح له "إن 2008 حجاج من قطاع غزة غادروا معبر رفح البري لأداء مناسك الحاج من أصل 2200 حاج، ما يعني أن هناك 192 حاج غادروا من القاهرة، ولم يجتازوا معبر رفح أصلا".

وكانت السفارة السعودية في القاهرة قد رفضت منح 187 حاجا فلسطينيا من قطاع غزة "تأشيرة حج" لدخول الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج وذلك رغم فوزهم في القرعة العلنية بعد تسجيل لسنوات طويلة.