23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: استأجروا جمهورا لنصرة الأقصى

23
23
ديمة طهبوب

ليس بزمن بعيد عندما كنا نسمع ان الصرخة في فلسطين كان يُسمع صداها في الأردن، وليس بزمن بعيد عندما ردد الجزائريون: «مع فلسطين غالبة او مغلوبة»، غير ان القياس الحقيقي للدعم والسند لا يكون في زمن اشتعال القضايا الاول والتفاف الناس حولها فتلك العربة يركبها حتى تجار الأوطان، وانما اختبار صدق المواقف عندما يتخاذل الجميع ويتطاول الزمن وتكثر التضحيات ويبقي الوحيد مستمسكا بالحق كالطود الشامخ.
كنا نتخيل انه بالرغم من اختلافاتنا الكبيرة على الوطن والمقاومة وحسابات السياسة الا ان المقدسات فوق البيع والشراء السياسي، وفوق حسابات التنازل والتصفية وأن شعار خذوا كل شيء وابقوا لنا الوطن ينطبق اكثر ما ينطبق على الأقصى!
أما وقد غسلنا ايادينا من السياسة والسياسيين فليس جمهور الأمة بأقل في الخطيئة عندما يكون خبر اقتحام الاقصى واحراقه عام ٢٠١٥ لا يستثير منا سوى خبر وصورة نبثها هنا او هناك كديدن اعتدناه في كل اخبارنا نرفع به عن نفسنا لائمة التواطؤ والسبات التام وكأن المخططين والشياطين من بني صهيون وحلفاءهم يأبهون لشراذم تتناقل صورة هنا او هناك غير مشفوعة بعمل على الأرض تحاول ان توازي به أفضليتهم وتحكمهم بالارض.
تعيدنا الويكبيديا، وهي موسوعة عجماء لا تشاطرنا بالتأكيد المشاعر، الى أجواء تبين البون الشاسع في ردود فعل الأمة وتحركات العدو وتصاعدها من اعتداءات فردية في حينها الى ما أصبح الان عقيدة جماعية، وجاء في وصف حدث احراق المسجد عام ٦٩ «أحدثت هذه الجريمة المدبرة من قبل مايكل روهن فوضى في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة اسلامي في الرباط بالمغرب. كان لهذا العمل الذي مسّ مقدسا هو ثالث المسجدين ردة فعل كبيرة في العالم الإسلامي, وقامت المظاهرات في كل مكان, وكالعادة شجب القادة العرب هذه الفعلة, وكان من تداعيات هذه الجريمة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز هو صاحب فكرة الإنشاء».
في هذا الاحراق لم يصحُ أحد سوى روح قريرة هي روح غولدامائير وهي تهزأ من العرب مرارا وتكرارا وتصدق نبؤتها بأننا أمة نائمة لا يحركنا زلزال كحرق المسجد ولا أعظم من ذلك الا استهداف الحرمين.
ليس هناك فعل ولا ارادة للفعل على مستوى السياسة بل هو ضلوع واضح في مخطط التقسيم وأقل المشتركين في الجريمة هم الصامتون، ولكن منذ متى كانت القضايا الكبرى تنصر فقط بالقادة فقط او بالاقوياء فحسب؟! ألم يقف النحيف نصف العاري غاندي في وجه التاج البريطاني وامبراطورية لا تغيب عنها الشمس؟! ألم يُخرج الياسين القعيد المشلول على كرسيه الجيش الذي لا يقهر من غزة؟! الفرق ان هؤلاء لم تكن بلادهم تشكل خبرا يرتشفونه مع فنجان قهوة فتسد نفوسهم فيحجمون عن وجبة طعام، هؤلاء كانوا الوطن متجسدا على هيئة بشر حتى بلغوا فيه الفناء التام ليحيا.
في الغرب هناك منظمات باسم «استأجر جمهورا» تعمل على تأجير القضايا والسياسيين عددا كبيرا من الناس ليظهروا امام الاعلام وهم يساندون شخصا او قضية وبالرغم ان الامر لا يعدو التمثيل الا ان لهؤلاء تأثيرا حقيقيا في تفاعل الاعلام واقباله ونشر الشخوص والقضايا والتأثير على استطلاعات الرأي وبالمحصلة ادراك الفوز!
فهل وصلنا لمرحلة نقول فيها استأجروا جمهورا لنصرة الاقصى فالموجودون قد تُودع منهم؟!
حراب المرابطين منصوبة بأجسادهم العزل الا من ايمانهم ولكن كنانة السهام التي تحمي ظهورهم فارغة الا من قلة والله سيصدق وعده فيهم بنصر القلة.
لا تنتظر أحدا ليتحرك واعتبر نفسك وحدك في الميدان ففي يوم ستسأل عن قليلك أو كثيرك في جنب الأقصى الذي أحرق وأنت حي لم تحرك ساكنا!