18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: العلم هو الأقصى

6
6
ديمة طهبوب

يبدو أن خرف بعض السياسيين الفلسطينيين ليس حالة مرتبطة بالسن، ولا علاقة له بالافتراء أو السباب عليهم بل هو تحليل منطقي لبعض تصريحاتهم الغريبة الخارجة عن كل سياق منطقي فتصريح صائب عريقات، وهو صاحب تاريخ أسود لا ينسى في التآمر لتقسيم المسجد الأقصى فيما يعرف بعريقات ويكيليكس، أن الاقتحامات الصهيونية لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا، ما هو الا ردهم على «النصر المؤزر» الذي احرزته السلطة برفع علم فلسطين على الأمم المتحدة، ناسيا او متناسيا ان هذه الامم المتحدة في نسختها الاولى هي التي أصدرت قرار تقسيم فلسطين، وكانت مسؤولة بذلك عن جريمة ومأساة من أكبر الجرائم التي عرفتها الانسانية!
يربط عريقات بين قدسية المسجد الدينية والتاريخية والانسانية ومكانته عبر الازمان، وشكل محدث من أشكال الهوية الوطنية والدولة القطرية استحدثه الانسان هو العلم الذي أيا كانت مكانته ورمزيته لا يقارن بحال من الأحوال بمسجد مقدس من لدن رب العزة!
ان محاولة النفخ فيما قد نسميه تجاوزا «إنجازا سياسيا» لا يجب أن يكون على حساب مقدسات لا تخضع لحسابات البشر او أعطياتهم، فلو كانت «إسرائيل» تخاف من الرمزيات وبهرجات الخطب والتصريحات لما أقدمت على الاقتحامات، إنها تميز ببساطة ان ميدان الفعل غير ميدان القول، وان الرموز لا تعني شيئا لمن سيطر على الأرض. ان محاولة الربط بين الاقتحامات الصهيونية وقضية العلم الفلسطيني لهو استخفاف مقصود ومحاولة للفت الانظار عن مكمن الخطر المحدق في القدس والاقصى!!
في فترة ما كانت الاعلام تستفز الصهاينة عندما كانت أكثر من قماش بل مشفوعة بانتفاضة أصابت فيهم ما لم تصبه جيوش العرب مجتمعة، كانت الرموز والعلم وكأنها بصمة او توقيع ثوري أن من هنا مر مقاوم مرغ كرامتكم في الأرض، أما البهاليل الذي يعرفونهم على طاولات المفاوضات فهؤلاء أعلامهم خاوية من المعنى والمضمون، لم نكن نملك فكرة الاعلام الوطنية يوم قال الشاعر:
بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
ولكننا ملكنا تاريخا مزهرا حاولنا في الحاضر ان نصيغه في ألوان القماش عل وعسى تذكر الاجيال تاريخ السؤدد؛ فيستفز هممها للاقتداء والتكرار.
الأقصى هو العلم الأعظم والأبقى لا يعدله قطعة قماش ولا اتفاقيات؛ فهو عقيدة ودم وتاريخ وحاضر ومستقبل يرونه مستحيلا فيفرطون به، ونراه أكيدا فنعمل له.