22.78°القدس
22.48°رام الله
21.64°الخليل
25.94°غزة
22.78° القدس
رام الله22.48°
الخليل21.64°
غزة25.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: شروط التحرك بحركة الأقصى

33
33
يوسف رزقه

لليوم الثالث على التوالي تقوم سلطات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى وتعتدي بالضرب وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المصلين المسلمين لفض تجمعهم ورباطهم وإخراجهم من المسجد. في ظني أن هجوم اليوم الثالث لن يكون الهجوم الأخير، بل من المنتظر أن تتكرر الهجمات وبقسوة أشد حتى تصل حكومة نتنياهو إلى ما تريد من إقرار الأمر الواقع القاضي بتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود. 

قدمت فضائية الجزيرة صباح أمس الثلاثاء تغطية مباشرة لوقائع ما يحدث في المسجد الأقصى، واستضافت ممثلين عن حماس، وفتح، والمبادرة، والحركة الإسلامية داخل ١٩٤٨، وخطيب الأقصى عكرمة صبري، وبعض المرابطين، وكانت تغطيتها الإعلامية جيدة ومسئولة، وفيها نصرة إعلامية ومعنوية للمرابطين، ولكنها للأسف كانت الفضائية العربية الوحيدة تقريبا في هذا العمل المباشر إذا استثنيا القدس والأقصى الفلسطينيتين. 

ما لفت نظري في تغطية الجزيرة أمران؛ الأول: يؤكد أن ما يجري في الأقصى يكشف عورة النظام العربي وضعفه، وهوان قادته على حكومة نتنياهو، التي استمعت إلى تهديد الملك الأردني مثلا ولم تعرها اهتماما، وتعاملت مع المسجد بعنف وقسوة وكأنها لم تسمع شيئا؟! واستمعت إلى الموقف السعودي، وموقف الأزهر أيضا، ومرت عليهما مرور من لا يبالي بما يسمع. وهي من باب أولى لا تهتم بكلمات السلطة الفلسطينية وموقفها، كما عبر عنه صائب عريقات. ما يجري في الأقصى مرغ شرف الأمة العربية والإسلامية في التراب، فليس للأمتين للأسف وزن عند نتنياهو وحكومته، وأظنه من العار أن يطلب قادة عرب من أوباما الضغط على نتنياهو لوقف عدوانه على الأقصى وإحراج الزعماء العرب. 

والأمر الثاني: هو الربط بين عدوان (إسرائيل) على الأقصى والانقسام الفلسطيني، حيث جاء في كلمة عريقات أن الانقسام سبب رئيس لعدوان (إسرائيل) على الأقصى، وأن على حماس التراجع عن الانقسام حتى نتمكن من مواجهة العدوان على الأقصى.(هذا مهاترة؟!). وهنا نسأل: ما علاقة تقسيم (إسرائيل) للمسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بالانقسام الفلسطيني؟! وهل ستتخلى (إسرائيل) عن مشروع تهويد القدس وتقسيم الأقصى لو لم يكن هناك انقسام؟! (إسرائيل) ضمت القدس واتخذتها عاصمة في عام ١٩٦٩م ويومها لم تكن حماس موجودة؟! وحرقت المسجد الأقصى ولم يكن الانقسام موجودا؟! (إسرائيل) لها مشروع، وعندها خطط للمشروع، وهي تنفذ مشروعها من اليوم الأول لاحتلال القدس عام ١٩٦٧م. 

الانقسام حالة فلسطينية تضعف التماسك الفلسطيني، والوحدة الفلسطينية حالة تقوي البنيان الفلسطيني، ولكن لا علاقة مباشرة لهاتين الحالتين بما يجري في المسجد الأقصى، أما ما له علاقة مباشرة بما يجري حقا في الأقصى هو التنسيق الأمني. ولو جرب عريقات وقف التنسيق الأمني، لوجد الأقصى مددا لا ينقطع من المؤيدين والمرابطين من أهلنا في الضفة، لأنهم عندئذ سيكونون في مأمن من سكين التنسيق الأمني التي تطعنهم في ظهورهم. 

حين يقف عباس وعريقات وقادة المنظمة وقفة رجل غيور على المسجد الأقصى ويعلنون أنهم يوقفون التنسيق الأمني، وأنهم يقفون مع المرابطين يدا بيد، وكتفا بكتف، سيضمنون حماس وغير حماس معهم، وعندها ستتحرك فلسطين كلها بحركة الأقصى، ومن ثم يتحرك العرب بحركة فلسطين والأقصى، وغير هذا هو (ضخ كلام يا عريقات).