تفتخر كل أم بأبنائها المتميزين، تحتضنهم برفق، وتزهو نفسها وهي تراهم يصنعون مجدها ومجدهم، هذا كان حال مدينة الخليل قبل أيام حين استقبلت مزهوة فرحة أحد أبرز أبنائها العلماء.

الدكتور عرفات عبد الله شبانة التميمي غادر أرض الخليل منذ ثماني سنوات، حاملا معه حقيبة سفر وتذكرة سفر إلى ماليزيا وأحلام وصل عنانها لحدود السماء.

لم تكن الغربة هدفه، بل كان علما ينفع به نفسه ووطنه، علم حديث يواكب آخر تطورات عالم الاتصالات، فكان نتاجه العلمي في مجال الألياف الضوئية.

"فلسطين الآن" زارت الدكتور شبانة، وأجرت معه حديثا خاصا، حيث قال : "حصلت على شهادة البكالوريوس في الالكترونيات التطبيقية من جامعة بوليتكنك فلسطين، ثم انتقلت إلى الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، ومنها حصلت على شهادة الماجستير في هندسة الاتصالات ، ثم انتقلت إلى جامعة UPMالتي حصلت منها على شهادة الدكتوراة في الألياف الضوئية.

ويضيف شبانة:" بفضل الله حصلت على معدل 3.33/4 في الماجستير، حيث أنجزت رسالة علمية كانت بعنوان " تصميم مستقبل للستلايت "KU-BAND" للمناطق الاستوائية، ثم حصلت على شهادة الدكتوراة بدرجة 4/4 بفضل الله بعد أن أنجزت بحثا علميا في تطوير مجسات كيميائية باستخدام الألياف الضوئية ".

وحول إنجازاته العلمية الأخرى أشار شبانة إلى انه قدم (18) ورقة علمية نشرت في مجلات علمية محكمة، كما شارك في مؤتمرات علمية عالمية في كوريا الجنوبية واليابان وماليزيا ودول أخرى.

وكان الإنجاز الأهم حسب الدكتور شبانة قبل نحو شهرين، عندما سجل أول براءة اختراع له في مجال الألياف الضوئية، حيث تبنت المشروع شركة ماليزية وأصبح المشروع الآن قيد المعالجة.

وعن أسلوبه الدراسي الذي أوصله لهذه الدرجة العلمية، ابتسم شبانة ابتسامة الرضا وقال : " ما حصلت عليه لم يأت من فراغ، فقد كنت امضي ما بين 12-14 ساعة يوميا في المختبرات العلمية هناك، ولم تكن تلك المختبرات تعنى بتخصصي فقط، بل كنت امضي اوقاتا طويلة في مختبرات الكيمياء والفيزياء أيضا لإجراء التجارب والأبحاث التي تعنى بجوانب تخصصي، فالعلم الحديث يتجه نحو العلوم المتعددة.

لم يمض شبانه سنوات دراسته طالبا للعلم فحسب، بل استطاع أن يتقلد منصب مساعد تدريس ومشرف مختبرات خلال دراسته للماجستير بسبب ذكائه وفطنته، كما عمل في مرحلة دراسة الدكتوراة كمساعد بحث وتدريس لطلاب مرحلة الدراسات العليا في الجامعة .

الدكتور عرفات شبانه حصل على عضوية جمعية "IEEE" ، إضافة لعضوية جمعية "OSA" وهي جمعيات أمريكية متخصصة في مجال الاتصالات.

رفض الدكتور شبانة عدة عروض للعمل في الجامعات الماليزية التي تخرج منها، كما رفض عروضا أخرى للعمل في دول عربية، حيث كانت بوصلة أهدافه تتجه نحو فلسطين وفلسطين فقط.

حمل الدكتور شبانة وهو عائد لأرض الوطن في حقيبته هذه المرة واقعا كان بالأمس حلما، كما يحمل في ثنايا وجهه بريق أمل، وإرادة متفائلة لمستقبل واعد في تخصص يعتبر الأول والوحيد على مستىوى الوطن، فهنيئا لخليل الرحمن بما أنجبت وأحسنت تربية ما أنجبت.