18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: صارحونا و لو لمرة واحدة!!!

44
44
ديمة طهبوب

"قد بدأت المفاوضات الأردنية-الاسرائيلية حول السماح بدخول اليهود إلى داخل المصليات في المسجد الأقصى وليس فقط الدخول إلى ساحاته عام ٢٠١٤، بعد أن استجاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأجرى لقاء بين الاسرائيليين و الاردنيين وافق فيه الأردن على سحب اعتراضه القاطع على دخول اليهود المتدينين"
كان سهلا و محببا لي أن أكذب كل هذا!! فهذا بلدي الذي تهان سمعته و عروبته و أمانته و إرثه و لن أصدق فيه اعلاما صهيونيا كصحيفة هارتس كمصدر للمعلومات! لن أكذب إيماني ببلدي و تاريخه و دوره و أصدق اعلام العدو و كم كان مريحا لنفسي ان اطلق سيل السباب الذي اعرفه على هآرتس لافتراءاتها على الأردن! غير أن الخبر ما عاد وحيدا بل سار به الاعلام العالمي و كانت الرسالة انه لولا سكوت الأردن، و موافقته الضمنية، لما استعر الاحتلال في اقتحامات الاقصى محاولا فرض التقسيم الزماني و المكاني بالقوة ملمحين ان العدو الصهيوني لديه ضوء اخضر بهذه الاجراءات!!!
لم نعد ندري ماذا نصدق و من نصدق!!! و هل هناك دخان من غير نار؟! اذا لم نصدق الاعلام فماذا عن التطورات على واقع الارض في المسجد الاقصى اليست تصدق هذه الأخبار؟! أنصدق الواقع المرير أم نهرب الى التاريخ المجيد حيث دماء جنود الجيش العربي الاردني مجبولة بثرى القدس و فلسطين؟! لماذا يبدو الحاضر قبيحا و غريبا و منسلخا عن كل المبادىء و المقدسات؟!
فلتصارحنا الحكومة بما يجري في الغرف المغلقة و بمسؤوليتها عن تقسيم المسجد الاقصى و هي الوصي عليه!!! فلتصارحنا بأنها تطعن الأمة العربية و الاسلامية في الظهر بقبولها للتقسيم!!! فلتصارحنا بتفريطها بأمانة الوصاية و الحماية و لترفع يدها و تترك المقدسيين و المسلمين لمواجهة قدرهم بدل ان يعولوا عليها و يستغيثون و يتأملون بها كلما استُهدف الاقصى!!
يا حكومة
لقد أوقفتم كل احلامنا بالاصلاح السياسي و محاربة الفساد و محاسبة المسؤولين و كممتم افواهنا و حاكمتمونا لدعم المقاومة و جعلتوها جريمة و استغللتم خوف الشعوب من تكرار سيناريو الحروب فقايضتمونا على الحرية بالأمن و الأمان مع ان هذه حقوقنا الانسانية التي لا فصال فيها و سكتنا و صبرنا أما عن ديننا و عرضنا فهل نصبر؟! و هل يصبر اي انسان صاحب عقيدة و نخوة و كرامة؟!
الأ لحظة صدق و موقف شرف أيها الحكومة؟! و هل نصدقك بعد هذا؟!
سأل تسي كوغ احد اتباع كونفوشيوس عن السلطة فأجابه:
على السياسة أن تؤمّن ثلاثة أشياء:
١.لقمة العيش الكافية لكل فرد
٢.القدر الكافي من التجهيزات العسكرية
٣. القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم
سأل تسي كوغ: و اذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد هذه الاشياء الثلاثة فبأيها تضحي؟!
أجاب الفيلسوف: بالتجهيزات العسكرية
سأل كوغ: و اذا كان لا بد ان نستغني عن احد الشيئين الباقيين فبأيهما تضحي؟!
قال: في هذه الحالة نستغني عن القوة لان الموت كان دائما هو مصير الناس و لكنهم اذا فقدوا الثقة لم يبق أي أساس للدولة"
فهل فقدنا كل شيء و آخرها الثقة؟!
أنا أريد أن أكذب اعلام العدو فصارحونا و لو لمرة واحدة!!!