بدت مدينة حمص، التي تعيش توتراً متزايداً منذ أيام، وأنها في حالة حداد الأربعاء، فيما يواصل أهلها تشييع قتلاهم الذين سقطوا في يوم سابق في شوارع المدينة وأزقتها، وفقاً لما ذكره ناشط سوري معارض لـCNN. وقال الناشط، الذي رفض الكشف عن هويته خشية الملاحقة والاعتقال، إن قوات الأمن لم تطلق النار على المشيعين الأربعاء كما فعلت الثلاثاء. وقال ناشطون آخرون إن قوات الأمن هاجمت الثلاثاء، عشرات المشيعين لجنازة عدد من الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في اليوم السابق، مما أسفر عن سقوط 16 قتيلاً على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 33 آخرين. أما الأربعاء، فقد شنت قوات الأمن حملة اعتقالات بعد انتهاء الجنازة، فيما كشفت لقطات فيديو، بثت على مواقع على الإنترنت، المشيعين وهم يجوبون شوارع المدينة. وكشفت لقطات فيديو أخرى إضراباً عاماً في المدينة، بينما ذكر نشطاء أن حي الخالدية في المدينة محاصر من قبل قوات الأمن السورية. كما أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش بأن قوات الأمن السورية تشن حملات اعتقالات واسعة في المدن التي تشهد احتجاجات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، ومن بينها حماة، وحمص، وعدد من ضواحي العاصمة دمشق. ونقلت عن "ناشطين وشهود عيان" أن حملات الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن النظام في تلك المدن، أسفرت عن إلقاء القبض على أكثر من 2000 شخص، بينهم أطباء كانوا يقومون برعاية المحتجين الجرحى، وناشطون يُعتقد أنهم يزودون وسائل الإعلام بما يجري على الأرض، وناشطون حقوقيون. وكانت قوات الأمن السورية أطلقت الثلاثاء النار على مواطنين في حمص أثناء تشييعهم جنازة لمواطن كان قد قتل في وقت سابق، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل، بحسب ما ذكره ناشط من المدينة لـCNN، فيما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات. وكانت جماعة حقوقية سورية وشهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بأن 7 أشخاص قتلوا في حمص، الواقعة غربي سوريا، عندما فتحت قوات الأمن المدعومة بمساندة من الجيش، النار بكثافة على عدد من الضواحي تقطنها أغلبية سنية في المدينة. وقالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" إن قوات الأمن فتحت النار على السكان في شوارع ستة من أحياء المدينة على الأقل، وأن الإطلاق المتقطع للنيران استمر حتى فجر الثلاثاء. من ناحيته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الأربعاء السلطات السورية لوقف القمع فوراً، كما دعا كافة الأطراف إلى تجنب استخدام العنف. وقال إن الاعتقالات الجماعية يجب أن تتوقف وعلى الرئيس السوري بشار الأسد أن يستجيب لمطالب المواطنين. وكرر الأمين العام للأمم المتحدة الحاجة إلى إجراء حوار موثوق وشامل ينبغي أن يتم من دون تأخير وأن يكون جزءاً من جهد إصلاحي أصيل وشامل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.