18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: قنبلة الرئيس

4
4
حسام الدجني

في حديث لصحيفة "القدس العربي" أعلن الرئيس محمود عباس بأنه سيلقي قنبلة في خطابه في الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، فما هي القنبلة...؟ وما هي السيناريوهات المحتملة...؟
بات الجميع يدرك بأن (إسرائيل) لا تريد من اتفاق أوسلو سوى البنود الأمنية التي تجعل من السلطة الفلسطينية شرطيا يحرس أمن الاحتلال ويحفظ سلامة مستوطنيه مقابل مساعدات وامتيازات ومنح دولية. هذا الواقع أحرج بشكل واضح مهندسي اتفاق أوسلو، وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس.
في المقابل لم تكن التهديدات أو الخطابات النارية للرئيس هي الأولى، فقد هدد بالاستقالة وتسليم مفاتيح السلطة ووقف التنسيق الأمني في أكثر من مناسبة دون تنفيذ تهديداته، ما دفع القادة الإسرائيليين للتهكم على تلك التصريحات، واستخدام سيطرة حماس على الضفة الغربية كفزاعة للضغط على الرئيس. وبين هذا وذاك يبقى تساؤل الرأي العام ما هي قنبلة الرئيس..؟

سيتحدث الرئيس في خطابه حول تنكر (إسرائيل) لالتزاماتها السياسية حسب الاتفاقيات الموقعة، ولن تخرج القنبلة عن إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال والتخلي عن بعض بنود الاتفاقات السياسية والاقتصادية. وهذا يطرح تساؤلًا حول ما سيتضمنه الخطاب حول حدود الدولة الفلسطينية، هل ستكون دولة على حدود الرابع من حزيران 1967م، أم على حدود كامل التراب الفلسطيني وهذا مستحيل نظراً لاعتراف الأمم المتحدة بـ(إسرائيل)، أم وفقاً لقرار التقسيم 181، وقد يكون هذا الخيار مشروعا ومبررا بعد أن انقلبت (إسرائيل) على حل الدولتين؟.

هذا الإعلان يعني أن كافة فصائل المقاومة هي حركات تحرر وطني وليست جماعات إرهابية، وبذلك سيكون مؤشر مصداقية خطاب الرئيس هو الترجمة على الأرض عبر خطوات تتمثل في وقف التنسيق الأمني وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعادة سلاحهم وأموالهم الذي صادرتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

ووفق هذا الإعلان وطبقاً للقانون الدولي تكون قوات الاحتلال مسئولة عن تأمين وحياة كل الفلسطينيين وهى مسئولة عن توفير حياة كريمة لهم، وإلا تكون مرتكبة جريمة إبادة جماعية، وهذا يعني ضمنياً تسلم الاحتلال مفاتيح السلطة الفلسطينية وبذلك انهيار اتفاق أوسلو.
وهذا الإعلان يطرح مسألة تصنيف حركتي حماس والجهاد الإسلامي كحركات إرهابية على طاولة البحث. كما أن اليوم التالي للإعلان سيجعل من المعتقلين الفلسطينيين أسرى حرب تنطبق عليهم القوانين والمعاهدات الدولية.

السيناريوهات المحتملة:
من المؤكد أن (إسرائيل) تنظر بخطورة للخطوة التي قد يتخذها عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد تعمل الدبلوماسية الصهيونية ضمن منطق العصا والجزرة قبل وخلال وبعد الخطاب وفقاً لثلاثة سيناريوهات:
1- تحرك دبلوماسي كبير تقوده (إسرائيل) والولايات المتحدة للضغط على عباس للعدول عن قراراته.
2- سيناريو الانتظار من خلال ترقب (إسرائيل) للمشهد وما ستؤول إليه الأمور.
3- احتلال (إسرائيل) لكامل الضفة الغربية بعد حالة الفراغ المحتملة نتيجة القرار، وإعادة ترتيب المشهد من خلال تنصيب شخصية أمنية يثق بها الغرب و(إسرائيل) وتحاكي النموذج الأفغاني عندما قام الحلفاء بتنصيب الرئيس كرازاي لقيادة المشهد الأفغاني وفق المصالح الغربية.

الخلاصة: 
عباس أدرك أن أوسلو فشلت بسبب عنجهية وغطرسة الاحتلال، وحان موعد إعادة تقييم للمرحلة السابقة قبل وداعه المشهد السياسي، وبذلك سيطلق خطاباً مغايراً هذه المرة، إلا أن الشارع الفلسطيني لم يعد يكترث بالخطابات الرنانة بقدر حاجته لخطوات فعلية على الأرض تعيد له أرضه وكرامته، فحالة الاحتقان تجاوزت مسألة القبضة الأمنية أو التهديد بالراتب، فبعد انتهاك المقدسات لم يعد للشعب الفلسطيني ما يخسره وسينفجر في وجه الاحتلال، وسيحاسب من صنع اتفاق أوسلو ولن يقبل بأن يبقى داخل المشهد أي مهندس أو حتى عامل كان له دور في هذا الاتفاق المشئوم الذي ما زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم.