18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الضفة وحالة الغليان

7
7
مصطفى الصواف

ما الذي يجري بالضفة الغربية؟، مظاهرات في بيت لحم تردد شعارات ما كنا نسمعها إلا في غزة المكلومة والجريحة والتي تعاني من حصار محمود عباس بالتعاون مع الحكومتين المصرية والصهيونية وآخرها ما تحدثت به إحدى الصحف في لقاء مع عباس عن تفاخره بأنه صاحب فكرة القناة المائية على الحدود بين قطاع غزة وسيناء، (أرحل يا عباس) ، (عباس يا عباس يا عميل الأمريكان) قالها شباب بيت لحم الذين يعيشون حالة قهر واضطهاد من قبل أجهزة الأمن التي تعتدي عليهم وتحول دون تعبيرهم عن غضبهم على ما يجري في القدس من جرائم من قبل الاحتلال الصهيوني. الأمر لم يقتصر على بيت لحم التي تعرض فيها شاب للضرب المبرح من قبل الأجهزة الأمنية قبل عدة أيام بل تعدى الأمر بيت لحم ليطال المدينة الأكبر نابلس التي تجري فيها اشتباكات مسلحة بين مسلحين وأجهزة الأمن بشكل شبه مستمر، ثم هناك جنين الثورة المنتفضة في وجه الاحتلال ويبدو أنها ستنتفض في وجه السلطة وأجهزتها الأمنية، وفي الخليل سبق وأن حدثت أكثر من مرة اشتباكات ومواجهات بين المواطنين وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية نتيجة تجاوزاتها واعتداءاتها على المواطنين سواء خلال حملات الاعتقال التي تقوم بها السلطة أو خلال المسيرات والاحتجاجات التي يقوم بها المواطنين. كل هذه الاشتباكات وحالة الغليان في الصفة الغربية ليست من باب الصدفة أو أنها بسبب حادثة هنا أو اعتداء هناك؛ ولكن يبدو أنها تحركات ناتجة عن حالة القهر والقمع والمنع التي تمارسه هذه الأجهزة ضد أي تحرك يمكن أن يشكل خطرا على الاحتلال الصهيوني المحمي من قبل هذه الأجهزة الأمنية التي حولها اتفاق أوسلو إلى أجهزة لحماية أمن الاحتلال بدلا من أن تكون الحامية لشعبها المدافعة عن حقوقه ومقدساته. هذا الحراك داخل الضفة الغربية يدلل على أن الوضع العام قابل للانفجار في أي لحظة، هذا الانفجار هو في الأساس ضد الاحتلال الصهيوني ثم قد يتحول ضد الأجهزة الأمنية والسلطة ما لم تفهم السلطة الرسائل التي تحملها هذه الاحتجاجات والاشتباكات التي تجري في مدن الضفة الغربية والتي لن تقتصر على بيت لحم ونابلس وجنين بل قد تعم الضفة الغربية وعندها لا لوم الجماهير بل اللوم على من يستخدم يد البطش والاعتداء على المواطنين ويمنعهم من نصرة الأقصى والقدس. نحن ندرك أن الجماهير في الضفة الغربية تعيش حالة من الغليان نتيجة ما يجري في القدس وفي أماكن متعددة من مدن وقرى الضفة الغربية سواء من قوات الاحتلال ومستوطنيه، وهذه الجماهير تبحث عن مخرج لهذا الغليان حتى تحدث الانفجار الذي سيكون بداية الانتفاضة ضد الاحتلال وضد من يحاول منع الجماهير من التعبير عن غضبهم ويمنعهم من حماية أنفسهم طالما أن الأجهزة الأمنية لم تقم بواجباتها بل تعمل على قمع هذه الجماهير وتحول بينها وبين الدفاع عن نفسها. قنبلة عباس التي لمح بها بعض المقربين له ونفاها آخرون والتي سيلقيها في خطابه في الأمم المتحدة والتي على ما يبدو لن تكون أكثر من فرقيعة لن تحرك ساكنا ، فمن يتوقع أن يتخذ عباس في نهاية كلمته قرارا بوقف التعاون الأمني أو إنهاء العمل باتفاق أوسلو أو السماح للمقاومة في الضفة الغربية العمل ضد مرتكبي الجرائم بحق الجماهير الفلسطينية فعليه أن يهدأ ولا يحمل الأمور أكثر مما تحتمل ، فلن يحمل خطاب عباس إلا تهديدات جوفاء كما كان في السابق لن تخيف الاحتلال ولن تحرك طفل ابن سنتين في الشعب الفلسطيني وعليه علينا ان لا نتوقع الكثير من مواقف عباس، وفي نفس الوقت على الجمهور الفلسطيني أن ينتفض في وجه الاحتلال الصهيوني لوقف اعتداءاتها وتمدده في الاستيطان ويحد من خطواته في تهويد القدس والمقدسات المختلفة.