18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: تسلم الأيادي

0
وسام عفيفة

شكل انسحاب آخر جندي مصري من قطاع غزة عقب هزيمة يونيو 1967، نهاية عهد الغزيين مع الجيش المصري، وبقيت قوات جيش التحرير الفلسطيني تقاتل وحدها وتوقع الخسائر في صفوف قوات الاحتلال التي كانت تتوغل في تلك الأثناء في سيناء. قبل ذلك وعلى مدار عشرة أعوام احتفل أهل غزة سنويا مع الجيش والإدارة المصرية بعيد الجلاء، تلك المناسبة التي لا تزال محفورة في أذهان جيل النكبة والنكسة، فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع ليلة السادس من مارس اذار 1957 بعدما احتلته خلال العدوان الثلاثي عام 1956 وواجه القطاع العدوان وحده بعد خروج الجيش المصري، حيث لم يكن يوم الثالث من نوفمبر كغيره من الأيام لمواطني مدينة خانيونس، كانت بداية مجزرة إسرائيلية بحقهم، أعدم الاحتلال فيها حوالي 500 فلسطيني. "مش مهم" فنحن "خد وتعود على اللطام"، المهم أننا بقينا نعلق آمالا عظيمة على أكبر الجيوش العربية، حتى جاءت المعركة الحاسمة، حرب العاشر من رمضان والعبور العظيم، شاركنا بقوات التحرير خصوصا لواء عين جالوت، تقدمت القوات المصرية في 1973 نحو 20 كيلو مترا شرق القناة، وانتظرنا بلهفة أن يزحف الجيش المصري إلى غزة ويعيد تحريرها، لكنه غير مساره إلى "كامب ديفيد" في 1979، وبقينا تحت الاحتلال وجيرانا لمصر الشقيقة وجيشها. ومنذ ذلك الوقت لم نعد نسمع أو نرى حراكا للجيش المصري حتى ظهر مجددا قبل عدة شهور على الحدود المصرية مع غزة وهو يفجر المنازل والأنفاق ويقيم منطقة عازلة، سبقتها محاولات إقامة الجدار الفولاذي إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. لكن الإنجاز الأخير الذي نفذه الجيش المصري الأسبوع الماضي غمر سكان رفح بالمفاجأة بعدما ضخ مياه البحر عبر مشروع الأنابيب الكبيرة على الشريط الحدودي، إنجاز يذكرنا بمضخات المياه التي استخدمها الجيش المصري لاختراق وهدم خط بارليف على قناة السويس في حرب 73، لكنه يهدم اليوم العلاقة المصرية مع قطاع غزة الذي كان الجيش المصري مسئولا عن نكساته بالأمس وشريكا في حصاره اليوم. كان يمكن للجيش أن يوفر كل هذه العمليات والإجراءات العسكرية والتفجيرات والجدران والعوازل وضخ المياه، بإقامة مشاريع صناعية وتجارية مشتركة تعود بالخير على الشعبين المصري والفلسطيني، وتنهي الأنفاق وغيرها.. على الأقل مشروع صغير يحاكي بروتوكول المنطقة الصناعية المؤهلة (الكويز) بين (إسرائيل) ومصر، التي بموجبها أقيمت مصانع حدودية وتجارة حرة مع الاحتلال منذ 2004. مع ذلك أهديكم أغنية: تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي