على مدخل السوق يرفع بائع البقدونس عدد من (الضمم) وهو يكبر تكبيرات العيد، ينتبه إليه الناس ويردد معه جيرانه من الباعة فقد وجدوا أسلوباً جديداً لجذب الأنظار ويكون قريب من القلوب، يضيف البائع خلف التكبيرات (بقدونس للكباب الضمة بشيكل) يعود للتكبيرات ثم يقطعها ( افرحوا يا ناس... والله الفرحة حق... بيكفيكم حزن.. الدنيا رايحة شو ماخدين منها افرحوا وانبسطوا.. عشان ولادكم الصغار... عشان العيد ) ثم يعود للتكبيرات.
قلت في نفسي يا ليتنا نعود صغاراً لا نعرف تفاصيل كثيرة... نلاعب العيد ويلاعبنا.. نجمع الحلوى والعيدية وبعض القبل من الخالات والعمات والسلامات الحارة والسؤال المتكرر في كل بيت ( كبرت يا معاذ بصف ايش صرت هلقيت؟) حتى فكرت بكتابة ورقة على قميصي انا بالصف الخامس ج مدرسة مصطفى حافظ صباحي.
يا ليتنا نعود صغاراً منزوعي الحقد والحسد والنميمة والقيل والقال، ندخل البيوت نسلم على ساكنيها بكل طمئنية وبدون (جوانية) ولا قافية ناكل مما يقدمون ونتحدث بما يتحدثون ونضحك مع الجميع...كبرت الدنيا وكبرت المسؤوليات..
انتبه.. هذا وقت مستقطع للفرح.. يعني ممكن تضبْ (كلاحتك وجلاحتك وهمومك) فيه وتفرح مع الناس ليفرح من حولك، فتكون أنت العيد في العيد...
انهيت التفكير في عقلي وانا امضى من أمام بائع البقدونس فنظرت فيما اشتريت وقد فقدت من الاكياس ما فقدت يبدو أنني (انسرقت) في نص السوق.. يا ليتنا نعود صغاراً.