أطلقت مجموعة "ساند" الشبابية المقدسية، حملة "عيدنا أقصاوي" الهادفة للتضامن مع المسجد الأقصى الذي يتعرّض منذ فترة لهجمة إسرائيلية ترمي لتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وبدأت أنشطة مجموعة "ساند" خلال عام 2014 الماضي، إبّان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أطلقت حملة بعنوان "روحي في غزة" وزّعت خلالها أكثر من 15 ألف قميص جاهز يحمل شعار الحملة لبسها المقدسيون أثناء أداء صلاة العيد في رسالة تضامن مع غزة، فيما ذهب ريع بيع القمصان لتجهيز شاحنتين محملتين بالمياه تم إرسالها للقطاع.
يقول المنسق العام لمجموعة "ساند" بشار مشني "منذ انطلاق مجموعة ساند الشبابية العام الماضي، قام المتطوعون بالعديد من الأنشطة الشبابية والفعاليات التي تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز الوعي الشبابي، ورفع المستوى الثقافي لديهم، وكانت بدايتنا العام الماضي في حملة مساندة لقطاع غزة إبان العدوان الإسرائيلي"، مضيفا "الحملة نجحت بامتياز، وبعدها مضينا في تنفيذ العديد من الأنشطة الشبابية والمبادرات التي تعزّز من دور الشباب في تغيير القضايا المجتمعية التي تحيط بالمقدسيين".
وأشار مشني، إلى أن من ضمن أهداف المجموعة "تحويل الشاب المقدسي من عنصر مراقب إلى عنصر فعال ونشيط ومؤثر في المجتمع"، كما قال.
ويضيف "فكرتنا هذا العام جاءت إثر ما شهدته وما زالت تشهده الساحة المقدسية من اعتداءات احتلالية على المدينة، وانتهاكات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك واقتحامه بشكل مستمر ومتزايد يوماً بعد يوم والوضع المتوتّر والسيّء إثر الاعتداءات على المصلين، ومحاولة تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، لذلك قررنا إطلاق حملة (عيدنا أقصاوي) التي ستتضمن ارتداء لباس خاص وموحّد يحمل شعارات تؤكد على تضامننا ونصرتنا للمسجد، خلال أول أيام عيد الأضحى".
وأوضح أن من ضمن شعارات الحملة المقدسية التي طُبعت على القمصان، "النخبة الأقصاوية، لن تمرّوا" و"كلنا للأقصى فداء" و"عيدنا أقصاوي" و"على الأقصى جايين وبعيدنا فرحانين"، كما أطلقت الحملة أوسمة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها "أنا الأقصى" و"لن تمرّوا".
ويؤكد مشني في حديثه لـ"قدس برس"، أن هذه الحملة "تبعث برسالة إلى العالمين العربي والإسلامي بأن المقدسيين ما زالوا في خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهم حماة الديار وسيبقون كذلك"، على حد قوله.
ويوضح أن "الأقصى بحاجة لرجال وليس فقط قميص"، مضيفا "نحن على يقين بذلك، لكن الحرية تبدأ بنشر الوعي؛ فحتى يكون هناك رجال تحمي الأقصى، يجب أن يكون هناك شباب يعي تماما ما يحيط به من مخططات تهويدية، وإدراك للوضع السيّء الذي يمرّ بالمسجد الأقصى".
ويقول مشني "نحن نعمل على توعية جيل لإدراك من هو هذا العدو الذي يواجهه، وما هي مخططاته في ظل تزوير الهوية الفلسطينية، ونحن كشباب مقدسي علينا أولاً تشكيل وصقل الوعي، ثانياً رفع مستوى الوعي، ثالثا علينا مساندة أي قضية وطنية مجتمعية نراها تحتاج أن نكون جزءا منها والعمل معها، وهذا ينطبق على أي مؤسسة وطنية مقدسية بحاجة لشباب مقدسي متطوع".
ويشير المنسق العام للمجموعة إلى أن حملة "عيدنا أقصاوي" قد حقّقت نجاحا مميزا، نظرا لإقبال المقدسيين على شراء القمصان بشكل لافت، مشيرا إلى أن جميع إيرادات هذه الحملة ستخصّص لتمويل الفعاليات والنشاطات المقدسية التي ستقوم بها مجموعة "ساند" التي ينشط بها أكثر من سبعين متطوعا ومتطوعة، ضمن مخططاتها المستقبلية التي تهدف إلى رفع المشاركة الشبابية الفعالة في مجال الثقافة والعمل المجتمعي التطوعي في كافة مجالات الحياة.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "ساند" الشبابية المقدسية ستقوم بفعالية ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، بالشراكة مع إحدى المؤسسات، ستجوب من خلالها كافة المستشفيات في مدينة القدس المحتلة، وستوزّع الهدايا على جميع المرضى والمرافقين لهم، حيث يضيف مشني بالقول "نسعى إلى أن جعل العيد هذا العام معهم، وإسنادهم وكأنهم في بيتهم وبين أهلهم".
يذكر أن مجموعة من المستوطنين أطلقت حملة ضد حملة "عيدنا أقصاوي"، حيث قامت بتوزيع قمصان خاصة بها تحمل شعارات تدعو لهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل المزعوم" على أنقاضه.