يحظى السيد خالد مشعل في الآونة الأخيرة بتسهيلات تنقلية جيدة من قبل زعماء عرب، وباستقبال في قصورهم. لماذا؟ لم تشفع الحرب على غزة 2008/2009 لقيادة حماس أن تدخل القصور، ولا حتى مواقف سيارات القصور، لكن الحركة تتعرض الآن لنوع من "التدليع السياسي". السبب واضح وهو أن حماس كانت منتصرة في حرب غزة، أو بقيت صامدة على أقل تقدير ولم تتنازل، لكنها الآن معرضة لنوع من الاهتزاز بسبب ما يراه بعضهم أنه مأزقها في سوريا. زعماء العرب، ومن وراءهم بالطبع من أمريكيين و(إسرائيليين)، يرون أن ما يتمنون أن يكون مأزق حماس القادم سيدفع بها نحو الاستكانة ومن ثم القبول بالسير بركب العملية التفاوضية التي لا تنتهي إلا بالتنازل التام عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. مع انتصار ثورات عربية، والتوقع بخروج دول عربية من دائرة التبعية الإسرائيلية الأمريكية، يخشى الإسرائيليون والأمريكيون من انفراط عقد التحالف العربي-الإسرائيلي-الأمريكاني، أو إصابته بضعف كبير، وبالتالي يفتحون المجال لخطب ودّ حماس الآن من قبل الزعماء العرب، مثلما يعملون على خطب ودّ الإخوان المسلمين في تونس ومصر، من أجل المحافظة على صلابة التحالف. ويبدو أن السيد مشعل لم يقم بالاستشارات اللازمة، وربما أخذته لغة التودد والمودة، فقرر التوقيع على اتفاق لا يمكن أن يؤدي إلى وحدة الشعب الفلسطيني. وقد كتب عدد كبير من الفلسطينيين ما يكفي في تحليل هذا الاتفاق. الأرض لم تضق بحماس أو المقاومة الفلسطينية. وإذا كانت دمشق ستضيق، وهو أمر غير وارد الآن، فهناك غزة الموجودة على أرض فلسطين، وهناك عواصم عربية جديدة ستفتح أبوابها دون قيد أو شرط. شيء جيد أن يقيم القائد علاقات عامة مع أوسع دائرة، لكن من غير الجيد أن تتغذى هذه العلاقات على المواقف.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.